الرئيس بري يتابع من بروكسل التطورات الساخنة في بيروت

تابع رئيس مجلس النواب نبيه بري من بروكسل طوال أمس التطورات الساخنة في بيروت واجرى لهذه الغاية سلسلة اتصالات التخفيف من حدة التوتر وضمان استمرار الحوار، وواصل لقاءاته في بروكسل على مستوى البرلمانين الاوروبي والبلجيكي حيث التقى في اليوم الثاني من زيارته لقاء مع رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز تركز فيه الحديث حول تداعيات ازمة النازحين السوريين على لبنان والوضع في سوريا والمنطقة.

بعد اللقاء قال شولتز: “تحدثنا في التحديات الكبرى التي تواجه لبنان والمنطقة برمتها والتي تمر بأزمة تقوّض استقرارها، كما تحدثنا عن الأوضاع في سوريا ومشكلة اللاجئين، ليس السوريين الوافدين الى لبنان فحسب، بل اللاجئين برمتهم بما في ذلك اللاجئون الفلسطينيون المقيمون في لبنان منذ عقود. واتفقنا على ان الاتحاد الاوروبي ينبغي ان يفي بوعوده الرامية الى تقديم المساعدة المطلوبة بما في ذلك المساعدات المادية لهذا البلد. وعندما تحدثنا عن ارقام اللاجئين الموجودين في لبنان اليوم، وكذلك عندما قمت بدراسة نسبة اللاجئين مقارنة باجمالي السكان في لبنان، فقد شعرت بصفتي اوروبيا بكثير من الخجل. فنحن في اوروبا نتجادل في ما يتعلق بامكان استقبالنا مليون لاجىء ينضمون الى 500 مليون اوروبي ويوزعون على 28 دولة اوروبية. وبالتالي عندما قارنت الجدل القائم على مستوى الاتحاد الاوروبي في هذا المضمار حيال ما يعيشه لبنان شعرت بالفعل بخجل كبير”.

اضاف: “ناقشنا ايضا الاوضاع السائدة في لبنان، وانني اشعر بكثير من الامتنان والعرفان للرئيس بري بصفته رئيسا للمجلس النيابي، وكذلك بصفته شخصية بارزة معروفة على المستوى العالمي. وكما قلت اشعر بكثير من الامتنان تجاهه لأنه تمكن من تقديم ارائه وتشخيصه الوضع القائم في لبنان، وكلنا نعرف انه يقوم بدور بارز من اجل اضفاء الاستقرار على الوضع السياسي من خلال رعايته الحوار بين مختلف المجموعات والاحزاب واللاعبين على الساحة السياسية اللبنانية. ومن دواعي الشرف ان استقبل دولته اليوم في الاتحاد الاوروبي، وان استمع الى ارائه حيث نكن له الاحترام له هنا في الاتحاد الاوروبي”.

ورد الرئيس بري بالقول: كان لي شرف الاجتماع مع دولة الرئيس مارتن شولتز، وقد شكرته على اللقاء ودعوته لزيارة لبنان سيما انه لم يتكرم قبل الآن بزيارة هذا البلد و طبعاً كان الموضوع الاساس الذي بدأنا به هو موضوع النازحين السوريين و الفلسطينيين الموجودين في لبنان و قد طالبت بالاساس ان يصار الى التركيز على الحل السياسي للازمة السورية خاصة وقبل البحث بأية مساعدة و في عندئذ و بعد ذلك،و من الآن و حتى الحل لا بد من مساعدات سأعرض بعض ما أبديته في اللقاء.

أضاف: الدبلوماسية البرلمانية التي يقودها السيد شولتز في أوروبا خاصة و في العالم يمكن ان تلعب دوراً كبيراً خصوصاً بالنسبة لعلاقات الجوار بين الدول العربية الخليجية وخصوصا المملكة العربية السعودية وبين الجمهورية الاسلامية الايرانية. وعلى اوروبا ان تساعد وتصل الى نتائج سريعة تفاديا لتكرار ما حصل للاخوة الفلسطينيين وتهجيرهم من وطنهم فلسطين. بعد 68 عاما من تهجير الفلسطينيين حتى الآن لم تحصل الاعترافات في حقهم في فلسطين. اما المساعدات لانني لا اريد ان اضيف عما تكلم عنه دولته، المساعدات التي يمكن تأمينها للبنان هي التالية:

1 ـ تأمين قروض تفضيلية لمشاريع استثمارية يستفيد منها النازحون السوريون.

2 ـ سوى الهبات دعم فوائد سندات الخزينة مما سيساعد المالية اللبنانية على التحمل سيما ان خسائر لبنان نتيجة اللاجئين السوريين هي 17 مليار دولار منذ خمس سنوات حتى اليوم.

وختم : “سيكون لي شرف كبير لي وللبنان بكل طوائفه ومذاهبه ان نراك في بيروت.

وكرئيس للاتحاد البرلماني العربي بعد ايام ايضا شرف للعرب”.

وكان الرئيس بري دوّن في السجل الذهبي للبرلمان الاوروبي الآتي: “لقاء رئيس البرلمان الاوروبي في هذه الظروف الحرجة في الشرق الاوسط جعلت السياسة تتغلب على الجغرافيا، والانسانية تتغلب على كل شيء (موضوع اللاجئين)”.

تحية من البرلمان الاوروبي

وبعد الظهر حضر الرئيس بري جلسة عامة للبرلمان الاوروبي حيث رحب به مارتن شولتز والقى كلمة تحية جاء فيها: “معنا في هذه القاعة اليوم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري. ارحب بكم دولة الرئيس في البرلمان الاوروبي، وسررت بلقائكم هذا الصباح حيث اطلعتموني على جهودكم في سبيل تحقيق استقرار لبنان والتي لها منا كل تحية”. ودعا النواب الاوروبيين الحاضرين الى استقباله بالتصفيق، فرد الرئيس بري على التحية بمثلها.

ثم عقد الرئيس بري جلسة مع مجموعة الصداقة مع لبنان في البرلمان الاوروبي برئاسة رامونا مانيسكو التي اكدت دعم وارادة الاتحاد الاوروبي لمساعدة لبنان وكذلك مساعدة الرئيس في جهوده لاستمرار الاستقرار في لبنان.

وشكر لها بري الاجتماع باللجنة والتكريم الذي لقيه في الجلسة العامة معتبرا انه تكريم كل لبنان”.

وقال: “المؤلم والمؤسف ان لدينا شعورا في لبنان بأننا اغنياء في الوعود والزيارات. فالوفود الاوروبية تأتي الى لبنان وتأخذ صورة في مخيمات النازحين وينتهي الامر عند هذا الحد. انا لا اطلب الغاء هذه الزيارات، بل نريد استمرارها، ولكن ان تبدأ في منطقة اليونفيل مع العلم ان الاتحاد الاوروبي يشارك في 12 الف جندي في هذه القوات اضافة الى زيارة مخيمات النازحين السوريين لمعرفة ماذا يريدون فعلا، ثم المخيمات الفلسطينية وسؤالهم عن احوالهم بعد قطع الاونروا مساعدتها عنهم.

عشاء السفارة

ومساء امس اقام السفير اللبناني في بلجيكا رامي مرتضى مأدبة عشاء تكريما للرئيس بري والوفد المرافق النائبان الاول والثاني لرئيس البرلمان الاوروبي انطونيو تاياني وديفيد ساسولي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية المار بروك ورئيس مجموعة اصدقاء لبنان رامونا مانيسكو وعدد من برلمانيي كتل البرلمان الاوروبي.

التعليقات مغلقة.