داعش و النصرة ومحاكمات لا تنتهي

 

سيل لا ينضب أمام المحكمة العسكرية الدائمة من المحاكمات لمتّهمين بالانتماء الى مجموعات إرهابية مسلحة بينها جبهة “النصرة ” وتنظيم “داعش”. وهو لن ينضب في المدى المنظور. فالتوقيفات من هذا النوع تتوالى اسبوعيا، وكذلك المحاكمات. ما ينم عن ضبط إيقاع هذه المنظومات المتطرّفة وتراجع موجتها عن السابق تدريجيًّا.

ولا يتوانى الموقوف محمد صالحة عن البوح امام المحكمة برئاسة العميد الركن الطيار خليل ابرهيم، وحضور ممثل النيابة العامة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، ان الدافع لذهابه مع شابين آخرين الى القلمون ومنها الى يبرود عبر عرسال، هو ما تناهى اليه عن دفع 1500 دولار شهريا، فضلا عن الخطب في مساجد منطقته في طرابلس المؤيدة للثورة السورية. ولكنه عاد أدراجه بعد يوم أمضاه في مسجد يبرود عام 2012 قبل موجتي”داعش” و”النصرة”.

وقبل ذلك لمّا كان في العشرين ومن عديد مجموعة ايمن الابرش تحت لواء العميد المتقاعد عميد حمود وشارك في القتال مرة واحدة معها، نافيا وجوده مع مجموعة ألقت رمانات يدوية على الجيش في المدينة حينذاك. وطلب الشفقة والرحمة من المحكمة. وقضى الحكم بحبسه سنتين وتجريده من الحقوق المدنية.

اما عنصر الامن كفاح فياض الموقوف منذ تموز الماضي بناء على معلومات المديرية العامة للامن العام، بأنه على علاقة بالمنشقّ عن الجيش، الفار محمد يوسف الملقب “ابو القعقاع”، تواصل مع منتمين الى “داعش” والنصرة”، وتبادل رسائل نصيّة مؤيّدة للفكر الاسلامي. وافاد ان مركزه في العبودية متراجعا عن اقواله الاولية. واضاف انه تواصل مع مجموعة “صدى الاسلام” عبر الوتساب، وتلقى عبرها شريطا مصورا للموقوف الشيخ احمد الاسير، وما لبث ان انسحب من هذه المجموعة.

وذكر ان “ابو القعقاع” والسوري محمد غنوم المنتمي الى كتائب “صقور الفتح” الذي يجنّد أشخاصًا لصالحها، وحسين الضناوي، خطّطوا للذهاب الى سوريا للقتال الى جانب النصرة طالبين منه الذهاب معهم، فاستشار شيخ المسجد في بلدته في قضاء عكار الذي نصحه بعدم الذهاب لانتفاء العلاقة بما يجري في سوريا. واذ اشار الى جهله مكان وجود “ابو القعقاع” قال ان الجيش دهمه اربع مرات. وهو كان يتقصّى عن مراكز الامن العام والجيش لمهاجمتها، وكذلك سجن رومية لتحرير السجناء ما نفاه فياض.

وافاد الموقوف حسين الضناوي ان صداقة تربطه بـ”ابو القعقاع” منذ بضعة اعوام فهو ابن بلدته. وأيّد واقعة ذهابه الى عرسال مع غنوم في سيارة اجرة، هربًا من أهلي وليس في نية الذهاب الى يبرود خلال معركتها بحسب ما ادلى أوّليًّا، مشيرا الى ان المنشق عبد الله شحاده موجود في الجرود مع”النصرة”.

ومكثا ليلة في عرسال عند صديق غنوم. لكنه عاد الى بيته في اليوم التالي. وإن لقبه “ابو بلال” تيمنا بشقيقه بلال المتوفي. وأدرج اعترافات في الملف عن نية بمهاجمة مركز الامن العام وامن الدولة في بلدة بينو، وموافقته على ذلك في خانة المزاح. اما الموقوف عمر الفياض فأفاد انه تسرّح من الخدمة بسبب وجود مجموعة على وتساب هاتفه، نافيا معرفته بـ”ابو القعقاع”. ولمتابعة استجواب آخرين في الملف والمرافعات وإفهام الحكم، رُفعت الجلسة الى الرابع من أيار المقبل. وهذه المجموعة متّهمة بالانتماء الى تنظيم “داعش” الارهابي والتواصل معه بهدف القيام بأعمال ارهابية.
من غير نوع.

الى ذلك حوكم الموقوف بول بو مرعي المتهم بالقيام بمناورات احتيالية لتسليمه بطاقات تشريج خطوط خليوية بعد انتحال أسماء وهمية عدّة، ومنها صفة مؤهل اول وضابط في الجيش واقتناء واستعمال عدة خطوط واجهزة خليوية داخل سجن رومية. وافاد بو مرعي انه بات محكوما بحوالى سبع دعاوى من هذا النوع من اصل 13 دعوى في حقه. واضاف انه تصرف بعائدات التشريج. وقضى الحكم بحبسه سنة وشهرًا.

التعليقات مغلقة.