تجارب نسائية رائدة وشهادات امهات قتل اولادهن في سوريا

 

حل “يوم المرأة العالمي” باكرا هذه السنة، ويحتفل به عادة في الثامن من آذار عادة، ويحمل هذا العام شعار”الالتزام بالمساواة”. فقد نظمت “مؤسسة مي شدياق” مؤتمرها السنوي الرابع أمس تحت عنوان “النساء على الخطوط الامامية” في فندق فينيسيا برعاية عقيلة رئيس الحكومة مهى سلام.

وسلط الضوء على نجاحات سيدات لمعن في مجالات الاعلام والاعمال والسينما فروين تجاربهن، وعرضن التحديات التي واجهتهن وتخطينها بالارادة والتصميم وبالنظرة الى انفسهن كانسان وليس كإمرأة.

وخصص محور مميز لشهادات أمهات اجنبيات روين معاناتهن وعذابهن بفقدان اولادهن الذين قاتلوا مع “داعش” في سوريا، وصلت الى حد محاولة احداهن الانتحار وصب البنزين على حالها لتحرق نفسها، وأعطين نصائح تساعد بقية الامهات وتنبههن من الوقوع في المأساة والتجربة ذاتها.

ضيفان رئيسيان وأربعة حلقات حوارية امتدت على مدى يوم كامل، ناقش خلاله المحاضرون حقوق المرأة والعديد من القضايا والعقبات السياسية والقانونية، والتحديات الذكورية، التي تعيق مشاركتها الفاعلة في الحياة العامة والوظائف الاساسية،والوصول الى المراكز العليا والحساسة في البلد.

وأكدوا جميعهم ضرورة متابعة النضال حتى تنال المرأة حقوقها، وشددوا على مشاركتها ترشحا واقتراعا في الانتخابات البلدية المقبلة، كمرحلة اولى تؤهلها للترشح الى الانتخابات النيابية، فتشارك بسن القوانين التي تحسن ظروف عيشها وشروط حياتها، وتقضي على التمييز الممارس بحقها في العمل والوظيفة والاحوال الشخصية. وكان لمشاركة الحضور في النقاش دور اساسي في التفاعل وإغناء الحوار.

شدياق

البداية بالنشيد الوطني، ثم كلمة ترحيب من صاحبة الدعوة مي شدياق التي رأت انه ” لو كانت النساء يشاركن فعليا في السلطة في هذا البلد لأوجدن الحلول منذ زمن طويل، فمن اجدر منهن عند تأزم الامور في مد الجسور وتفادي المحظور؟”، وأكدت ان “قضيتنا ليست حربا او معركة بين الجنسين ، انما مجرد سعي، ونحن على ابواب انتخابات بلدية، لتحقيق توازن من شأنه ان يؤدي الى ادارة افضل لشؤون البلاد، اذ لا شك ان تضافر جهود الجنسين سيؤدي الى مجتمع اكثر فاعلية وتطورا”، ولفتت الى ان “المشكلة تبقى في انعدام المساواة بين كلي الجنسين امام القانون، وفي التمييز الذي تفرضه قوانين الاحوال الشخصية تبعا للطوائف والمذاهب(…)

سلام

من ناحيتها وجهت سلام التحية “للشهيدة الحية مي شدياق التي أثبتت أن المرأة اللبنانية، هي ايضا رمز للصلابة في خدمة الوطن”. ولفتت الى أنه” في السياسة تضفي المرأة لمستها الناعمة، فتستطيع أن تكسر حدة الخلافات، وأن تخترق الجدران الفاصلة. وبما أن العلاقات الشخصيةَ مهمةٌ في الديبلوماسية، فإن شخصيةَ المرأة تختصر الطريق، وتقرب المسافات. لم يعد ينقص المرأة شيء لتكون نائبةً أو وزيرة وحتى رئيسةَ جمهورية أو مجلس نواب أو حكومة. هي فقط تحتاج إلى أن تؤمن بنفْسها، لكي تقدم، وتحتاج إلى مجتمع يعترف بقدراتها، فيعطيها صوته عن اقتناع بها، لا كرمى لعيني الرجل الذي تبناها سياسياً. كذلك لا بد من أن نعيد إلى دور المرأة في بيتها مكانته، فهو ليس نقطةَ ضعف لها، بل عنصر قوة ومدعاة فخر، لأنه مدماك أساسي في تحصين المجتمع ضد كل الظواهر الشاذة”.

جونز

ثم تكلم الضيف الرئيسي القائم بالاعمال الاميركي السفير ريتشارد جونز لافتا الى إن “تمكين المرأة من تحقيق كامل إمكاناتها هو هدف نعمل عليه ليس فقط داخل حدود الولايات المتحدة، ولكن أيضا على الصعيد العالمي. هنا في لبنان، نشارك على نطاق واسع في برامج للنساء، وأحد هذه البرامج يدعى “تعليم المرأة اللغة الإنجليزية”. لقد ساعدنا، على مدىا لسنوات الثماني الماضية، 6500 امرأة في 120 مجتمعا، حيث أنهن لم يتعلمن اللغة الانكليزية فحسب، بل أيضا إدارة الأعمال، والتفكير النقدي، ومهارات حل النزاعات. هؤلاء النسوة أصبحن شريكات أقوى في أسرهن، وأفضل اندماجا في اقتصاد مدنهن، وقدوة لقيمة التعلم لكونهن مثالا لأطفالهن وأشقائهن،.هذا مجرد مثال واحد حول كيف يمكن لبرامج تهدف الى تحسين تمكين المرأة من مساعدتها في بناء أسرة بأكملها، ومجتمع بأكمله(…)

الجلسات

وتحدثت الضيفة الثانية غادة جبارة عن مسيرتها الى قادتها لتصبح اليوم المديرة التنفيذية لاحدى اكبر شركات الاتصال في العالم. وكانت الجلسة الاولى عقدت تحت عنوان “النساء في العلاقات الدولية” وشارك فيها الامينة العامة المساعدة للامم المتحدة سيغريد كاغ التي سجلت ملاحظة “مغادرة الرجال الرسميين عند الحديث عن قضايا المرأة، وهذا غير سليم لأن المعالجة تتطلب وجود الرجل”، والوزيرة الفرنسية السابقة ياسمينا بن جيجي، ومسؤولة الاعلام في الامم المتحدة سوزان غوشه، والدكتورة مهى يحيى من مركز كارنيجي، وأدارها الوزير السابق زياد بارود. وجلسة ثانية عن ” دور المرأة الرائد في عالم الاعمال” شاركت فيها عضو البرلمان التونسي ومالكة الفندق الذي تعرض لعملية ارهابية صيف العام الفائت الدكتورة زها ادريس من تونس، ومؤسسة “دايت سنتر” سوسن الوزان من لبنان، ورئيسة شركة دلتا شيلد للاستثمار نيفين الطاهري من مصر. كذلك حاورت الزميلة بولا يعقوبيان مراسلة شبكة (سي.ان.ان) بيكي اندرسن التي تحدثت عن تجربتها الصحافية الميدانية وتقاريرها التي اجرتها في انحاء مختلفة من العالم.

التعليقات مغلقة.