بعد تطبيقه الناجح Nospeed هذا ما يطلبه جايك ابن الـ14 سنة من المسؤولين

جايك المير

لطالما لام اللبنانيون الدولة والوزارات، على مدى السنوات، لعدم وضعهم قانون سيرٍ، يحمي السائقين والمواطنين على الطرقات… إلى أن تحقق مطلبهم. لكن من كان يطالب، نسي أن يطبّق.

فمن السائقين من لا يضع الحزام لأنّه “يزعجه ويقطع عليه أنفاسه”، ومنهم من يتخطّون السرعة المسموح بها. وعلى الرغم من بداهة تطبيق هذه الأمور لحماية أنفسنا وحياة من معنا وحولنا، إلّا أنّ اللبناني ما زال في حاجة إلى من يمسكه بيده ليعلّمه كيفية الاحترام والتطبيق.

فللمهتمين بالحفاظ على سلامتهم وتطبيق القانون، ليس عليكم سوى تحميل “التطبيق” الذي هزّ شركة “آبل” العالمية، وحمل توقيع فتى لبناني.

“NoSpeed” أو “لا للسرعة”، هو تطبيقٌ جديد للهواتف الذكيّة، شغل “نجمه” وسائل الإعلام في الايام الماضية، ووصل اسم جايك المير، إلى لائحة المخترعين اللبنانيين العالميين، وهو الذي تأثّر بوضع حوادث السّير، التي تودي، يوماً بعد يوم، بحياة آلاف الناس في العالم.

وكلَفتَةٍ من ابن ال 14 سنة، أحبّ، من خلال موهبته في علم التكنولوجيا، مساعدة الناس في حماية أنفسهم، وفي الوقت نفسه، في تطبيق قوانين السير للتخفيف من الحوادث ولتجنّب محاضر ضبط السرعة، من خلال تطبيقٍ، يحمّلونه على هواتفم الذكية عبر “Apple Store” (أو متجر “آبل”). يتميّز هذا التطبيق بإعلام السائق، الذي يكون قد سبق وحدّد، على التطبيق، حدود السّرعة المسموح بها، عند تخطّيها، من خلال إرسال تبليغٍ صوتيّ، تنبّهه من خلاله:” الرّجاء تخفيف السّرعة” ( “Please Slow Down”)، حتى ولو كان الهاتف مقفلاً.

ابن كسروان في “آبل”
لفت اختراع ابن كفرحباب- كسروان، وتلميذ مدرسة القلبين الأقدسين، شركة “آبل”، وهي من أشهر شركات تصنيع الهواتف الذّكية، ما خوّله الفوز في مسابقة “آبل” السنوية، في إطار “مؤتمر المطوّرين العالمي في الولايات المتحدة” WWDC.

وسبق للمير أيضاً أن صمّم تطبيقات أخرى، تندرج في إطار الألعاب (games) وهي EmojiEscape و Emoji Go، قدّمها عندما كان عمره 12 سنة، ما حال دون اشتراكه في WWDC، بسبب صغر سنّه.

ويقول جايك ل”النهار”:” تعلّمت التشفير أو الـCoding بمفردي، ومن خلال بحوثٍ شخصيّةٍ قمت بها، مما زاد شغفي بالتكنولوجيا. أما العمل على هذا التطبيق، فاستغرق نحو ٩ أشهرٍ، وحاولت تطويره قدر الإمكان ليستفيد منه العالم بأكمله”، ويضيف:”عملت على تنفيذه من دون مساعدة أحد، وعند الانتهاء، أرسلته عبر حسابي على موقع “آبل”، وتمت الموافقة عليه فوراً، حتى أصبح من بين الـ350 تطبيقاً الفائزين في المؤتمر”.

لا دعم رسمياً والمصاريف على نفقتي
سافر المبدع إلى المؤتمر في الولايات المتحدة على نفقته الخاصّة: “لم يساعدني أحدٌ ولا أدري ما إذا كانت الدولة تعلم أي شيء عن هذا الاختراع والإنجاز. فلم أرَ أي لفتة من أيّ جهة وطنية، حتى الآن”.

يُذكر بأنّ كلفة هذا التطبيق هي دولار واحد فقط، ويُرجّح أن يكون قد وصل عدد مستخدميه، حتى الآن، إلى أكثر من 600 شخصٍ، إضافة إلى التصنيف الذي بلغ 5 نجوم. زد على ذلك، فإن التطبيق لا يحتاج إلى Wifi ولا إلى إشتراك G3 كي يعمل. ووصل إلى المركز الأول في التطبيقات الأكثر رواجاً Top Charts، في متجر “آبل” في لبنان.

أخيراً، يتمنّى ابن الصف التاسع على المسؤولين المعنيين، عبر “النهار”، أن يتمّ السماح له بعدم تقديم امتحان الشهادة المتوسطة، التي تتزامن مع تاريخ مؤتمر WWDC، كي يتمكّن من الذّهاب مجدّداً للمشاركة “ربما من خلال تطبيقٍ جديدٍ قد أعمل لتقديمه هناك”.

الشباب، مثل جايك، الذين تمكنوا من الالتقاء بالمديرينالتنفيذيين في أكبر الشركات العالمية، ما عادوا بحاجة إلى أي لفتة من “المسؤولين المحليين”، لأنّهم بأنفسهم يشقون مستقبلهم بكل ثقة، إلّا أنهم بحاجة الى إيصال رسالتهم الهادفة لتوعية “الكبار” بأنهم وعلى الرغم من كونهم “صغاراً لكن فعلهم كبير”… وذو معنى.

التعليقات مغلقة.