شائعات عن خرق أمني في لبنان

 

أكّد الصحافي فينيان كننغهام في مقال حمل عنوان “السعودية وتركيا تحاولان فتح جبهة لبنان” نشره موقع “Information Clearing House” أنّ المملكة العربية السعودية وحلفاءها الإقليميين يحاولون زعزعة استقرار لبنان، وذلك في أعقاب اتخاذ المملكة العربية السعودية قرارها بإلغاء هبة الجيش اللبناني وإدراج دول مجلس التعاون الخليجي إسم “حزب الله” على لائحة المنظمات الإرهابية، وغيرها من التطورات.

فاعتبر كننغهام أنّ إقدام السعودية على “عقاب” حلفائها في لبنان على وجه التحديد بسبب اتساع نفوذ “حزب الله” يعود إلى الغضب الذي ينتابها كما تركيا، جراء التدخل العسكري الروسي الذي قلب موازين حرب الوكالة في سوريا من جهة، وسدد ضربة قاسية لمكائد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها في حلف شمال الأطلسي و”زبائنها” في المنطقة من جهة أخرى.

وعلى الصعيد الميداني، اعتبر القصف التركي الذي استهدف الشمال السوري خرقاً للهدنة في سوريا، كما اعتبر أنّ إقدام أنقرة على قصف الداخل السوري بعد إقفال عدد من المعابر ومن بينها اللاذقية، قاطعاً خطوط إمداد المجموعات المسلحة المارّة بتركيا، جاء لتأمين الغطاء لاستكمال عمليات تزويد هذه المجموعات بالأسلحة.

وفي سياق متصل، اعتبر التعبئة العسكرية السعودية والتركية على الحدود التركية-العراقية الشمالية الشرقية، ووصول طائرات حربية سعودية إلى قاعدة “أنجرليك” التركية بمثابة خطوتين من شأنهما أن تقوضا اتفاق وقف إطلاق النار السوري.

أمّا على الصعيد السياسي، فرأى أنّ السعودية وتركيا عالقتان في حرب بالوكالة في سوريا، بعدما استسلمت واشنطن وشركاؤها في الغرب للحل السياسي، ولهذا تراهنان على نجاح المجموعات المسلحة التي تدعمانها في تخطي الخسائر التي يلحقها بها الجيش السوري المدعوم روسياً وإيرانياً ومن “حزب الله”.

وعن اتخاذ السعودية قرارها تصنيف “حزب الله” إرهابياً بشكل مفاجئ، أوضح الكاتب أنّ الرياض انتقمت من الحزب بهذه الخطوة، وذلك لمساعدته الجيش السوري المدعوم روسياً على إحراز تقدّم ميداني ملحوظ في الآونة الأخيرة. وأضاف قائلاً إنّ السعودية وتركيا متمسكتان بحرب الوكالة في سوريا، وتتخوفان من أن تساهم التطورات العسكرية الأخيرة في تعزيز موقع إيران، خصمهما ذي الأغلبية الشيعية في المنطقة.

وحذر الكاتب من أن يؤدي تسلسل الأحداث المتسارع هذا إلى صراع أوسع من شأنه أن يجر الولايات المتحدة الأميركية وروسيا إلى حرب مفتوحة، في ظل وقوع السعودية وحلفائها على خيار التصعيد في المنطقة، لأنّه الأفضل بعد فشلهما في تغيير النظام في سوريا، وبعد إدراك الولايات المتحدة الأميركية ولندن وباريس أنّ الحرب بالوكالة لم تعد خياراً صالحاً.

وتخوّف كننغهام من أن يذكي قرار السعودية الخلافات الطائفية في لبنان، كاشفاً أنّ المجموعات الإرهابية التي يُلقى عليها القبض في لبنان على صلة وثيقة بالرياض وأنقرة على السواء ومتطرقاً إلى سفينة الأسلحة التي قبضت عليها السلطات اليونانية، في طريقها من تركيا إلى لبنان.

وختم الكاتب مشيراً إلى أنّه ليس واضحاً ما إذا كان لبنان سيبقى متماسكاً، واصفاً الدور الذي تلعبه تركيا والسعودية وعدد من دول الخليج بغير المقبول، وذلك بسبب استعدادهما لإغراق بلد آخر في صراع دموي طائفي لتحقيق مآرب غير شرعية إقليمياً.

يُشار إلى أنّ فينيان كننغهام صحافي إيرلندي متخصص في الشوؤن الدولية ونُشرت له مقالات في صحيفتي “إندبندنت” و”ميرور” البريطانيتين وغيرهما.

التعليقات مغلقة.