الناشط جوي حدّاد : اليوم دق ناقوس الخطر في الحراك وضاعت الاهداف الحقيقية

الناشط جوي حدّاد

مما لا شك فيه ان الحراك المدني مبارك، وشعبي بالدرجة الثانية ذلك لان الحق يقال من خلال المطالب كالكهرباء والهاتف والضرائب ولقمع الفساد المستشري بكل شيء…

ويقول الناشط جوي حدّاد من حملة الشعب يريد اصلاح النظام انه لامر هام تسليط الضوء عن الحديث بخلافات تطفو على وجه الحراك بحملاته وتوجهاته وهو امر نسمعه اليوم بين هنا وهناك بعكس صورة مريضة عن التشرذم الذي بدأ ينخر الحراك، وهو ما جعل دعوتنا الى توحيد الصفوف والبقاء تحت سقف مقبول.

ايها الحملات : فسادُ السلطة جمعكم، فحذار أن يفرّقكم الفساد “في الطريق إلى السلطة”.
القيادات اليوم تتعاطى بأنانية مع الملفات، وما من طرف يتنازل لآخر وهو سبب الفراغ في كرسي رئاسة الجمهورية..

من المعيب على بعض الحملات السباق إلى الكاميرات والوجوه المشحونة الباحثة عن ميكروفون تعبّر من خلاله عن صوابيّة حراكها وما يميّزه عن غيره، وما أكثرهم…

وتابع: حدّاد أينما وُجدت سلطة، على اختلاف أهميّتها، ستجد بالتأكيد خلافات وصراعات وكأنّها الداء والمعضلة، تفتح صدرها رحباً لمختلف أشكال الفوضى القاتلة. ولربما تكون الرئاسة المعلّقة في لبنان منذ أكثر من عام، الشاهد الأصدق على ما تقدّم. الأمر نفسه ينطبق على المجلس النيابي واشكاليّة قانون الانتخاب، الضائع بين النسبيّة والاورثوذكسي والدائرة الواحدة وغيرها، الذي، وإن تعذّر الاتفاق عليه، فبسبب حسابات انتخابيّة يجريها كل على حدى بحثاً عن ذلك القانون الذي يضمن له التمثيل الأكبر في البرلمان.

نحن من الذين “ثاروا” على “الفاسدين”، وافترشوا الطرقات اعتكافاً، منهم لاصلاح النظام وليس اسقاطه وآخرين بسبب “النفايات” و”فساد الكهرباء” وانتشار البطالة والتمديد للمجلس النيابي، والسبحة لا تنتهي… حتى هؤلاء، لفحتهم بعض مضارّ الشهرة المستجدّة نتيجة الاطلالات الاعلامية اليومية عبر الشاشات، فباتت السلطة على المنابر مفسدة الثائرين على الفساد.

ويضيف حدّاد: حملة “الشعب يريد اصلاح النظام”، عبرت صريحاً عن المشكلات الدائرة بين “الثائرين”، ففي اتصال مع موقع الـmtv الالكتروني، أسفنا لحصول تجاوزات في صفوف بعض التحرّكات المدنيّة، خصوصاً لجهة قيام بعض عناصرها بتخريب الممتلكات العامة ومهاجمة القوى الأمنيّة ورشقها بالحجارة.

بالنسبة لي، “الثورة” هي اخلاق، إلا أنّه يشدّد على أنّ “البوصلة تغيّرت وجهتها”، بحيث تحوّل الهدف من إصلاح النظام إلى تنقية الحراك من المُفسدين.

ويتابع حداد، كيف أنّه يصار في بعض الأحيان إلى التعتيم على نشاطات التحرك الذي ينضوي فيه، وكيف أنّ صحافيين يرضخون لتعليمات من أصدقائهم في تحرّكات أخرى، فيغطّون الثاني، غير آبهين بالاول. ويقول ممعتضاً “نريد تنقية الصفوف من معكّري التحركات، وممن صنّفوا أنفسهم أسُود الشاشة”.

على المقلب التاني يروي حداد: ” اليوم دق ناقوس الخطر في الحراك وضاعت الاهداف الحقيقية، ووصلت النفايات بامراضها الى بيوتنا فكان لا بد لنا من التحرك ايجابا، وهو هدف حملتنا الاساسي وهو اصلاح النظام، اعلنت الانضمام الى ناشطي الحراك المدني المتابعين لخطة الوزير اكرم شهيب ومركز حماية الطبيعة في الجامعة الاميركية في بيروت وكانت النتيجة”انه وبعد العمل بشكل مستقل من قبل اللجنة البيئية في الجامعة من جهة، وخطة شهيب من جهة أخرى بشكل مستقل، تبين ان النتائج جاءت متطابقة بين الاثنين.

وبعد اعادة ترتيب الاولويات من قبل لجنة المواد الصلبة في الجامعة الاميركية في بيروت، تبين انه لا مشكلة مع ما جاء في خطة شهيب، وقد دعت اللجنة الى البدء بعملية حلقات الفرز من المصدر إنتهاء بالمطمر بشكل فوري، سيما قبل البدء بالمرحلة الاولى لخطة شهيب والتي هي سبعة ايام، مؤكدة ان لا غنى عن المطامر الصحية”.

وختم حداد: “بعد الاجتماعين الاثنين في ٢٦ اكتوبر الفائت في حرم الجامعة الاميركية بين الوزير شهيب والجامعة من جهة، وبيننا وبين الوزير شهيب من جهة أخرى، أعلن الوزير موافقته على اقتراح الجامعة الاميركية، وقد وضعت الخطة قيد التنفيذ من خلال إختيار أولي لثلاث بلديات من ضمن نطاق منطقة تغطية سوكلين وذلك للتأكد من نجاح التجربة.

هذه الجهود والجو الايجابي الذي خلقته، بين بعض الناشطين من الحراك المدني، دفعتنا الى تشكيل لجنة تنسيق تهدف الى تصويب مسار الحراك المدني، تشمل عدة مجموعات وحملات وناشطين وذلك لاعادة الوجه الحضاري السلمي للحراك، وإعادة النبض الى الشارع لمحاربة وضع الفساد المتفاقم، لاننا لا يمكن ان نقبل بسقوط الحراك.

وبما أن الحراك وجد لمواجهة التسييس في ملف النفايات، وخاصة ان التطورات الحالية التي شهدها ملف النفايات تدفع بالوزير المكلف شهيب الى التنحي ورئيس الحكومة الى الاستقالة نتيجة الضغوط، اصبح اليوم همنا الاساسي ابعاد هذه الضغوطات عن ملف النفايات وبالتالي دعوة الوزير شهيب الى متابعة جهوده المشكورة في الملف، وكذلك ندعو رئيس الحكومة تمام سلام الى عدم الرضوخ لتلك الضغوط وتعريض البلاد الى مخاطر لا تحمد عقباها كاشفاً نحن بصدد التحضير والكشف عن المزيد من التفاصيل والمعطيات في الايام المقبلة التي تؤكد على مصلحة البعض من الحراك، الابقاء على ملف النفايات وابقائها في الشوارع، من دون حل هذا الملف الهام، محاولة لاستغلال ذلك كمادة دائمة للحراك المدني”.

التعليقات مغلقة.