عادي انتخابات والشباب و خلّي الجوّ ولعان

 

في بلاد “السامبا”، يقف اللبناني ابن الكورة ميشال تامر على بعد خطوات قليلة من توّلي سدّة رئاسة خامس أكبر دولة في العالم، البرازيل. في بلاد الأرز، يتربع الفراغ على العرش منذ أكثر من سنتين، وهو آيل الى الاستمرار حتى أجل غير مسمّى. خيبة الأمل المسيطرة على لبنانيي الـ 10452 كلم مربع، لا تُداوى. يخفّ الألم مع التحضير للانتخابات البلدية والاختيارية. يطلّ الامل بمستقبل مختلف يحاكي الأمل والتغيير نحو الأفضل، عبر وجوه شبابية قررت أن تبادر، فعلا لا قولاً وحسب، معلنة خوضها معترك الانتخابات البلدية والاختيارية لعام 2016!

تحت اسم “نعم للشباب في البلديات 2016″، تنشط صفحة على موقع “فيسبوك” لدعم جميع المرشحين والمرشحات في ربيع الشباب. لا يضيف القيّمون عليها مزيداً من التفاصيل، مكتفين بدعوة جميع الشباب المرشحين الى التواصل معهم لدعمهم والتنسيق معهم. تُنشر صور المرشحين ويُعرّف عنهم وعن المنصب الذي يطمحون الى توّليه. يُفرح هذا المشهد القلب، مع العلم بأن المرشحين ليسوا مستقليّن بالضرورة وقد يكونون مدعومين من حزب سياسيّ. النقطة السلبية الوحيدة حتى الساعة تكمن في عدد المرشحات القليل. ثلاث سيدات “يخرقن” “لائحة” الذكور: “سراء ضناوي”، وهي مرشحة عن المقعد الاختياري في البداوي (طرابلس)، ناشطة كعضو في الاتحاد العربي للشباب والبيئة وفي الهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، “هيفاء يوسف البنّا” لعضوية مجلس بلدية خريبة المتن (بعبدا) وهي صحافية و”سارة اسكندر عمانوئيل” لعضوية بلدية ميفوق (جبيل).

ولعلّ رئيس بلدية جبيل الحالي زياد حوّاط من ابرز المرشحين الشباب. قد لا يحتاج الرجل الى التقدّم من ابناء مدينة الحرف ببرنامج انتخابيّ، اذ يكفيهم ما لمسوه حتى الساعة من حلاوة التصقت بالمدينة وراحت تنمو لتظلّ “جبيل أحلى”! واذا كانت لائحة حوّاط قد حصدت الدعم من حزبي “القوات” و”الكتائب” فيما فشلت التسوية مع “التيار الوطني الحرّ” ما يقود الى معركة انتخابية حامية، يبقى ان حماسة الشاب وجهوده الملحوظة في خدمة جبيل، هي بمثابة “بلوكات” تسقط في صندوقة الاقتراع من دون تردد!

ومن ارض “احيرام” الى “عين الشمس”، يطلّ فادي نصرالله فياض بحماسة وفي الخلفية خليج جونيه مشتعلاً باضواء الفرح والحياة. الشاب الوسيم الطموح مقرّب من رئيس المؤسسة المارونيّة للانتشار نعمة افرام، يتوّلى منصب المدير العام لشركة سانيتا برسونا التابعة لمجموعة إندفكو ويحمل اكثر من شهادة جامعية علمية علماً بأنه بصدد اعداد دكتوراه في الاقتصاد من جامعة باريس الثالثة Paris III Sorbonne في فرنسا. لا تصوّر واضحاً ومؤكداً بعد لانتخابات بلدية جونيه اذ يحكى عن مساع بين التيار والقوات وافرام للتوصل الى اسم توافقي على ان يكون فياض نائبا للرئيس. لكن بالنسبة الى شريحة كبيرة من اللبنانيين، المهم هو وصول الشباب الى السلطة.

الى العاصمة، تنشط “بيروت مدينتي” وهي حملة انتخابية يقودها ناشطون وناشطات ملتزمون خوض معركة الانتخابات البلدية في 8 أيار 2016 لإيصال مجلس بلدي يتميّز بأفراد أكفاء ومستقّلين، وغير تابعين للاصطفافات السياسية القائمة”. لم تعلن اسماء المرشحين والمرشحات، لكن بحسب ما يتداول فان “يورغي تيروز” مرشح لرئاسة بلدية بيروت. الشاب يلقى دعما لافتاً على مواقع التواصل الاجتماعي كونه مؤسس جمعية donner sang compter التي ساهمت بانقاذ حيوات لآلاف الاشخاص في ظلّ غياب بنك رسمي للتبرع بالدم، وهو ناشط مدنيّ وتطوّع على مدى سنوات في الصليب الاحمر اللبناني، وفاز بـ”جائزة الملك عبد الله للابداع الشبابي والانجاز”.

هذه الوجوه الشبابية وغيرها من المرشحين للانتخابات البلدية لعام 2016 تعيد الامل الى اللبنانيين بعدما نسفه الفراغ والفساد وانهكته البيروقراطية اللبنانية. فهل سيتحقق الحلم ليعود “الجوّ ولعان”، فرحا وحياة وتطورا واشراقاً، ام سيخذل الشعب نفسه مجدداً، مكتفياً بالتهليل لرئيس وزراء كندا الوسيم على شبابه وحيويت

التعليقات مغلقة.