نعيم قاسم عن الأوضاع السورية : لا تسوية قبل الإنتخابات الأميركية

ينطلق نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في حديثه عن الأوضاع السورية أمام وفد من الإعلاميين إلتقاهم أمس الثلثاء، من ثابتة أساسية، هي أحقيّة المعركة التي يخوضها الحزب وصوابية ورؤية القيادة تجاه الأحداث السورية منذ لحظة بدايتها، “موقف الحزب كان منذ اللحظة الأولى أن هناك مؤامرة على سوريا لتغيير النظام المؤيد للمقاومة بآخر يتعايش مع إسرائيل، وهذا ما تبيّن بعدما أرسلت أكثر من 80 دولة مسلحين تكفيريين ليقاتلوا النظام في سوريا”.

ثقة قاسم بالتقدم الميداني الكبير “للدولة السورية” الحاصل في العديد من المناطق، والذي كان آخره حصار الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لا تفوقها إلا ثقته بأن لا تسوية سياسية في سوريا في القريب العاجل.

يقول أن التسوية الروسية – الأميركية التي أنجزت قبل شهرين، والتي كانت تنصّ على محاربة جبهة”النصرة” كما “داعش” وتحييد “المعارضة المعتدلة”، تراجع عنها الجانب الأميركي بعد محاصرة حلب عبر قطع طريق الكاستيلو، فواشنطن كانت تهدف من الإتفاق إلى إيقاف التحركات السورية في حلب ومنع حصارها.

ويؤكد قاسم أن هدف “الدولة السورية، ومن معها في المرحلة الحالية هو محاصرة الأحياء الشرقية لحلب، وهذا هدف إستراتيجي تحقق، أي أن أي تقدم آخر في جنوب حلب هو تفصيل في المعركة الكبرى”. في المقابل ينفي أي نية لمعركة برية تستهدف الأحياء الشرقية للسيطرة عليها، “لكن الوصول إلى تسوية تؤدي إلى إنسحاب المسلحين من هذه الأحياء وارد وسيكون نتيجة الحصار الميداني”.

ويعتبر قاسم أن “واشنطن قلقة من أي تسوية تؤدي إلى إنسحاب مسلحي مدينة حلب منها لأن الأمر يعني خسارتها إحدى أهم أوراقها التفاوضية”.

لا يرى قاسم أن التسوية السياسية تلوح في الأفق، “وهي لن تكون قبل وصول الإدارة الأميركية الجديدة إلى البيت الأبيض، كما أن الحراك السياسي الحالي ليس جزءاً من أي تسوية لكنه قد يكون تمهيداً لحلّ ما بعد الإنتخابات الأميركية”، مما يعني أن أي إتفاق بين موسكو وواشنطن سيكون جزئيا ومحدودا.

يفرّق قاسم بين التدخل السعودي في سوريا ونفوذها هناك، “فإذا كان تدخلها مستمر بشكل بالغ السوء، فإن نفوذها ضعف كما ضعف النفوذ التركي والأميركي…”

ولا يبالغ قاسم في مسألة الإستدارة التركية، فيقول أن العلاقة التركية – الروسية تحبو خطواتها الأولى، “وتحتاج إلى وقت لتعود كما كانت عليه في السابق، فكيف بالحديث عن تطورها، لذا فلا يجد داعياً للمبالغة “فكل القوى المعنية بالملف السوري لا يزال إتجاه سياستها العامة في هذا الملف على ما هو عليه”.

ويشير إلى أن واشنطن لم تحسم خيارها بعد في مسألة وحدة سوريا، لكن الأكيد أن إيران وروسيا يريدان وحدة سوريا وسيعملان على بقاء سوريا موحدة.

علي منتش

التعليقات مغلقة.