داعش خطّطت لـ 11 أيلول ضدّ حزب الله في الضاحية الجنوبية

لفتت صحيفة “الجمهورية” الى أنه خلال شهر رمضان هذا العام، كانت “داعش” خَططت لأن تكرّر في لبنان مشهد العمليات الارهابية المكثّفة نفسه الذي نفّذته “النصرة” عام 2014، لتؤكّد بحسم أنّها هي الجهة الممسكة بناصية قرار الإرهاب على الساحة اللبنانية.

وكانت “داعش” تحتاج إسناد هذه الصفة لها، لأنه يَخدم خطتها بتوسيع ساحة الاشتباك في اتجاه لبنان والخارج، لتخفيف الضغط الدولي العسكري عنها في سوريا والذي أصبح له خلال هذا العام تعبيرات عملية أكثر جدّية على الارض.

ووفقَ معلومات مستقاة من تحقيقات مع موقوفين تابعين لها، فإنّ “داعش” كانت قد خططت لتنفيذ ثلاث عمليات نوعية ومركزية في لبنان خلال شهر رمضان الماضي؛ وأرادت أن تحقّق كلُّ واحدة منها هدفَ توجيه ضربة بنيوية إلى القطاع الاقتصادي أو البيئة الاجتماعية التي تستهدفه.

في العملية الأولى، أرادت شنَّ هجمات انتحارية كبرى على كازينو لبنان لتعطيل قطاع مهمّ داخل مصادر ثروة البلد السياحية الاقتصادية، والثانية خَططت لاستهداف الشارع الأبرز في العاصمة لجهة حجم مرتادي مقاهيه الذين يُعدّون بالآلاف كمعدّل شهري، والهدف منها ضرب الحياة السياحية في البلد وليس فقط قطاعاته، كما ورَد في خبر عابر على موقع إلكتروني يخصّ “داعش”.

أمّا في العملية الثالثة فأرادت استهداف الضاحية الجنوبية بتفجير انتحاري كبير بزِنة 3 طن من المتفجّرات. كانت تتوسّل هذه العمليةُ تحقيقَ صدمتين للبيئة الاجتماعية لـ”حزب الله” ولقيادته الأمنية؛ الاولى تقع في أسلوب تنفيذها، حيث كانت الخطة تقضي بإرسال هذه العبوة الكارثية الى الضاحية بسيارة توحي بأنّها تابعة لمؤسسة طبّية، ما يسَهّل مرورها عبر حواجز مداخل الضاحية ومفاصيل طرقِها إلى عمقها الشعبي.

والصدمة الثانية كانت ستتجسّد من خلال حجم التدمير الهائل الذي كان سيخلّفه تفجير3 طن من المتفجّرات وسط منطقة شعبية، وتوقُّع أن يترك ذلك تأثيراً بالغاً على بنية الحزب الاجتماعية وعلى قيادته السياسية. ثمّة مقاربات رأت أنّ “داعش” من خلال هذه العملية، كانت تريد استهداف “حزب الله” بـ”11 أيلول” يحاكي في مفاعيله وصدمته 11 أيلول الأميركي.

فشلت “داعش” في تنفيذ أيّ من هذه العمليات، وردّت في حزيران الماضي بعملية تعويضية في بلدة القاع، تمثّلت في تنفيذ سلسلة عمليات في يوم واحد، نفّذها ستة انتحاريين على دفعتين.

تشبه العمليات التي كانت تنوي “داعش” تنفيذها هذا العام في لبنان وفي أكثر من جانب منها، عملياتها التي نفّذتها أخيراً في اوروبا، خصوصاً في فرنسا؛ ما يؤشّر الى أنّ هدف “داعش” من ورائها كان واحداً، وهو الردّ على تعاظم الاتّجاه الدولي لضربها في سوريا، والتحذير من أنّها سترد في ساحات يريد المجتمع الدولي إبقاء الاستقرار الأمني فيها مصاناً.

التعليقات مغلقة.