حرب ضروس بين اشرف ريفي و تيار المستقبل ساحتها طرابلس

لم يكن ينقص الوزير أشرف ريفي إلا جلوس النائب أحمد فتفت بجانبه لتكتمل فرحته كونه أصبح مقارعا سياسيا للمستقبل خارج طرابلس، كانت أكثر التقديرات تشاؤما تشير لتكريس القطيعة بين الطرفين بعد أجواء مد اليد والعودة الى ثوابت ومحاولات رأب الصدع، لكن ريفي آثر فتح النار بشكل مفاجىء في نهاية ليلة صيفية حالمة على المستقبل وزعيمه متوعدا بعدم دعس باب بيت الوسط وطارحا نفسه بأنه “الحريري” الذي تبحث عنه السعودية بعدما “إنتهى” سعد الحريري.

يصح القول بأن ريفي يسلك طريق المغامرة كنهج، متبعا في محاولاته قضم ما تيسر من “تيار المستقبل” ووضعه في خانة رصيده وطموحاته السياسية، فهو إنتقل لمرحلة أخرى مهددا بكل اﻻتجاهات بعد اﻻنتخابات البلدية ما يطرح اﻻسئلة البديهية حول واقعية ما يفعله ريفي من جهة عبر رفع السقف السياسي وحدة بالمواقف، وصوابية إدارة ظهر الحريري اﻻبن لحالة يفي من جهة أخرى، خصوصا بعد تسجيل خرقين في الإعلام سجلهما النائبان محمد كبارة وسمير الجسر.

في هذا اﻹطار، كشفت معلومات أن الحريري أوكل مهمة مجابهة ريفي للنائب باسم السبع المبتعد عن اﻻنظار منذ فترة والمتفرغ لملفات حساسة للغاية، وأشارت المعلومات الى تشكيل السبع غرفة عمليات سياسية – إعلامية في المرحلة المقبلة خطوطها العريضة بأن ريفي يدّعي العداء والخصومة الشديدة لحزب الله والمشروع اﻻيراني بينما يتعمد إستهداف المستقبل في عمق بيئته، ويقدم أفضل الخدمات المجانية للفريق اﻵخر خدمة لمغامرته غير المحسوبة.

كما كشفت مصادر في المكتب السياسي لتيار المستقبل لـ “لبنان 24” بأن القرار إتخذ على أعلى المستويات وأطلق صفارة إنطلاق مواجهة ريفي بشتى السبل وساحاتها طرابلس، ويعتقد هؤلاء بأن ما يرتكبه ريفي يدخل في خانة إستغلال ظرف “المستقبل” الدقيق وتشابك الوضع اللبناني مع تعقيدات المنطقة، ليطرح نفسه كمشروع سياسي بديل عن طريق المزايدة دون بلورة رؤية سياسية متكاملة تتطلب الحنكة والدراية واﻻدراك لمخاطر المرحلة على لبنان والمنطقة بأكملها من اليمن حتى تركيا، يبدو ريفي أبعد عن هذه المواصفات كليا، وفق تعبير أعضاء المكتب السياسي.

ولعل نقطة إرتكاز هجوم ريفي على “المستقبل” هي المملكة العربية السعودية، والتي أضافت من الغموض غموضا، وهو القائل بأن علاقته بالمملكة مبنية على اﻻحترام وليس فيها عوامل مادية، بدت الفرصة سانحة ومناسبة تماما لريفي للاقتناص في هذا المجال قبل الهجوم الشامل، خصوصا وسط اﻻزمة المالية التي تتخبط بها شركة (سعودي أوجيه) والمنسحبة على جميع شركات التعهدات في المملكة، كما طلب السعودية المباشر بضرورة الضغط على “حزب الله” للانسحاب من سوريا، فريفي يحمل هذه القضية ويعمد للمزايدة عليها دون أعباء ومترتبات، أقلها إبداء الحرص بتجنب لبنان الفتنة السنية – الشيعية ودون طرحه حلولا بقدر طرحه شعارات .

علما بأن سياسي شمالي لم يخفف من منسوب اﻻمتعاض السعودي كما الخليجي من “سطوة حزب الله” على القرار اللبناني ولكن مع اﻻخذ بعين اﻻعتبار بأن المملكة حريصة في نفس الوقت على وحدة الصف والكلمة في لبنان.

وبالخلاصة اﻻولية، تسؤلات كثيرة وعميقة حول حركة ريفي كما رهاناته، حساباته المحلية والوطنية واﻻقليمية في حربه المفتوحة على “أهل البيت”، وحدها الوقائع كفيلة بالمرحلة المقبلة بتقديم اﻻجابات الشافية عنها بغض النظر عن اﻻكتفاء بالخطاب السياسي المتشنج.

التعليقات مغلقة.