الحريري محرج والشارع السنّي ضدّ عون بنسبة 99 في المئة

تصف أوساط سياسيّة مسؤولة في قوى 8 آذار وضع رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري بأنّه “محرج جدّا”. ويعود الإحراج أولا الى عدم ظفر الحريري بالغطاء السياسي السعودي المطلوب لترشيحه العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وهذا يعني بحسب المثل الشعبي “قلّع شوكك بإيدك”، وهو موقف صعب جدّا وُضع فيه الحريري ولا سيّما في ظلّ المعارضة القوية لترشيح عون في داخل تكتّله النيابي.

لذلك هو يحاول أن يقلب المعادلة من “خاسر خاسر” الى “خاسر فرابح”، فعوض أن يتوجّه الى المسؤولين في المملكة العربية السعودية طالبا مساعدته في الوصول الى رئاسة الحكومة، يحاول أن يصل الى رئاسة الحكومة ليضع نفسه في تصرّف المملكة.

لكنّ هذا الأمر ليس سهلا، كما تقول الأوساط المسؤولة في قوى 8 آذار، في ظلّ انكفاء المملكة أولا عن لبنان، فضلا عن أن جميع القوى التي تحوط الحريري سوف تعمد الى طلب مكاسب وأثمان منه شخصيّا وليس من العماد عون، من وليد جنبلاط الى نبيه برّي وسمير جعجع. أما “حزب الله”، فتقول أوساط قريبة منه لـ”لبنان 24″ بأنّه يكتفي بوضع الخطوط السياسية العريضة لكنّه لن يحرج الحريري كثيرا.

وتضع الأوساط السياسية الواسعة الإطلاع في قوى 8 آذار نسبة 50 في المئة لنجاح مبادرة الحريري التشاورية من دون أن تعطي مهلة زمنية لتبيان نجاحها.

من جهتها، تقول أوساط نيابية في تيار”المستقبل” لـ”لبنان 24″ بأنه في اليومين المقبلين سوف يتبلور موقف سعودي في الشأن الرئاسي اللبناني. وتشير الأوساط وهي مقرّبة من الرئيس فؤاد السنيورة بأن أي حراك يقوم به الرئيس الحريري هو محاولة لفتح كوّة في الجدار الرئاسي، لكنّ أيّ مبادرة سيقوم بها سوف تلاقي الفشل، لأنّه في نهاية المطاف سوف يعود الى رأي تكتّله النيابي الذي لن يستطيع تجاوزه، ومعروفة توجهاته حيث تقول الأوساط أن نسبة فشل مبادرة الحريري ستكون 99 في المئة!

وتشير الى أن ثمة تداعيات أكيدة على شعبية الحريري الذي خسر نصف مؤيديه بعد ترشيحه للنائب سليمان فرنجيّة، وهو بترشيحه العماد عون- إذا حصل- يجازف بالنصف المتبقي، مشيرة الى أن 99 في المئة من الشارع السنّي اللبناني هو ضدّ ترشيح عون.

التعليقات مغلقة.