رسالة أمنيّة من حارة حريك إلى الرابية : بلا تكبّر

لا يرد حزب الله أن يدخل في تفاصيل خلافات حليفيه الأساسيين، العماد ميشال عون والرئيس نبيه بري، ولا حتى في مسألة مسعى إيجاد حلّ بينهما، فالحزب يرى أن الموضوع الشائك بين جنرال الرابية وزعيم عين التينة يجب أن يُبت على طاولة مستديرة تُعقد بينهما دون “تكبّر” من أي طرف، علماً أنه يعمل من خلف الكواليس وبطريقة غير مباشرة على محاولة تذليل العقبات علّه يجمعهما.

حزب الله، يعتبر أن المدخل لإنهاء الخلاف هو “خطوة ومبادرة” تتم من قبل أحد الجانبين فتكسر الكثير من الجليد المتراكم وتعيد إنتظام الأمور إلى مسارها الطبيعي، لكن هذه المبادرة بحاجة إلى معجزة لتحقيقها. وعلى مبدأ أن “حزب الله لا يؤمن بالمعجزات في السياسة الداخلية”، أوصل عبر أحد مسؤوليه الأمنيين الكبار رسالةً إلى الرابية يحث فيها الجنرال عون إيفاد رئيس التيّار الوطني الحر إلى عين التينة من أجل فتح فجوة في جدار الأزمة بين الطرفين.

المسؤول، ووفقاً لمعلومات “ليبانون ديبايت” سمع من بين جدران عين التينة، أن بري لا يزال ممتعضاً من الأسلوب الذي تمت مخاطبته به من قبل باسيل في آخر طاولة حوار عقدت بين الأقطاب، وهو لا زال منذ ذلك الوقت غاضباً ومقاطعاً لوزير الخارجية، ولكسر هذا الركود، يقترح المسؤول إيفاد جبران الذي ستكون زيارته لها وقعًا جيدًا على بري الذي ومن المؤكد، انه لن يدخل في عتاب مع وزير الخارجية بل سيكتفي بمبادرة باسيل ليتم كسر الكثير من جبال الجليد التي بُنيت في النفوس ويتم الإنتقال بعدها إلى بحث ما هو عالق.

ورغم أن ملف الرئاسة هو المسيطر حالياً على ميدان السياسة اللبنانية، لكن اللقاء بين بري – باسيل, إن حصل، سيكون على جدول أعماله, أولاً تبريد الساحة السياسية, ثم الإنتقال في بحث إمكانية عقد جلسة حوار جديدة وشد حبال مجلس الوزراء ودفعه نحو الأمام، وهذه هي مرتكزات الرسالة التي مرّرها المسؤول الأمني لكي يتم البناء على قاعدة صالحة للنقاش ينتقل بعدها إلى بحث أبرز المواد الخلافية وهي رئاسة الجمهورية وموضوع السلة التي أطلق النار عليها يوم أمس من قبل الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بين موفدين يؤسّسان للقاء حل شامل بين عون وبري.

عموماً، ترى مصادر سياسية متابعة للملف الرئاسي، أن خطوة المسؤول في حزب الله “جيدة جداً”، لكن التعويل حالياً على مسألة إنهاء الشغور الرئاسي لا يغدو أكثر من “زوبعة في فنجان” كون الظروف الأقليمية ليست مؤاتية لإختيار رئيس، فكل من إيران والسعودية لا يكترثان إلى هذه المسألة على الرغم من إشارة رئيس مجلس الشورى الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان أمس، الذي “رمى الكرة في الملعب السعودي واراد من خلال تصريحه نكز المملكة إلى ضرورة متابعة أخبار حليفها سعد الحريري الذي يصول ويجول في لبنان إنطلاقاً من ضمانة قدمها حزب الله ويعتبرها الشيخ سعد مباركة إيرانية عله يصل إلى السراي الحكومي من خلالها، بينما المملكة السعودية لا تعيش على هذا الكوكب ولا تعره إهتماماً!”.

وفي ظل هذا التزاحم الإقليمي الذي يولد صراعات عسكرية بالوكالة بين إيران والسعودية في الساحتين السورية واليمنية، يرمي “عبد اللهيان” بصنارة الإشارة إلى السعودية من بوابة سعد الحريري من أجل الدفع في موضوع الرئاسة اللبنانية الذي ومن المؤكد أنه سيأخذ شهوراً طويلة إنطلاقاً من التشدّد السائد في الملفات”.

ويبدو أن الإدارتين السعودية والإيرانية تعولان على خروقات في الملف اليمني تكون مقدمة لأي تسويات قادمة في الشأن اللبناني الذي لا يغدو أكثر من ورقة على طاولة القطبين وحتى ذلك الحين، لا يجب على اللبنانيين سوى الإنتظار لأن لا شيء سيحصل حتى وإن إتفقوا على رئيس بمعزل عن الرأي الإقليمي الذي بين يديه ورقة الحل من عدمها فالسلة ليس لبنانية أكثر من كونها إقليمية.

عبدالله قمح

التعليقات مغلقة.