ماذا عن مصير موسم القمح

لا تزال عشرات الاطنان من محصول موسم القمح للعام الحالي تتكدس فوق بعضها البعض في العنابر والمستودعات، رهينة قرار وزارة الاقتصاد التي تاخرت كثيرا هذا العام في الاعلان عن استلام محصول القمح كما جرت العادة قبل سنوات مضت.

كان يفترض ان تفرغ كل المستودعات من القمح المكدس منذ اكثر من شهرين، الا ان قرار استلام محصول القمح لا يزال محتجزا في ادراج وزارة الاقتصاد التي تبدو بعيدة عن هذه الازمة الزراعية، الامر الذي تسبب بارباك عند مزارعي القمح الذين يسألون بكثير من الخوف عن مصير محصول العام الماضي، لاسيما مع اقتراب موسم جديد لزراعة القمح في البقاع.

في المستودعات يتكدس اكثر من 50 الف طن من القمح، وهو امر يحمل المزيد من الخسائر لمزارعي “اهراءات روما” الذين يستمرون بدفع بدلات مالية على التخزين، من دون علمهم بنهاية مواقيت هذا التخزين الذي ينتهي بمجرد اعلان وزارة الاقتصاد قرار الاستلام المحصول، في حين اكتفت الوزارة باصدار تعميم تعلن فيه نيتها عن تلزيم مناقصة لاستئجار “عتالة” يقومون باستلام القمح من دون الاعلان عن تحديد موعد رسمي لعملية الاستلام والالية التي تتبع لجهة تحديد السعر.

امام هذا التاخير في الاستلام، يمكن الحديث عن واقع ماساوي يقض مضاجع مزارعي القمح ويؤثر سلبا على مستقبل هذه الزراعة التي تهمل بقرارات رسمية بدلا من تعزيزها وتطويرها والعمل على زيادة مساحتها الزراعية في ظل الحاجة الى كميات تفوق باضعاف ما ينتجه لبنان حاليا .

مزارعو القمح طرقوا ابواب نواب البقاعين الغربي والاوسط ووزير الاقتصاد الان حكيم، الا ان اللقاءات لم تثمر عن تحديد مصير محصول الموسم الاخير، في ظل مخاوف تتصاعد حول مستقبل هذه الزراعة، الامر الذي قد يقابله خطوات احتجاجية في الايام المقبلة من قبل المزارعين في حال عدم اتضاح مصير محصول العام الحالي.

وكان وفد من المزارعين برئاسة نقيب مزارعي القمح في البقاع خالد شومان، قد التقى وزير الاقتصاد ألآن حكيم ومدير مكتب الحبوب والشمندر السكري حنا العميل وتم التوافق على ايجاد آلية معينة ستفضي الى استلام القمح.

وقال شومان إنه تبلغ تاكيدا رسميا من قبل الوزير حكيم على ضرورة حل موضوع محصول القمح انما بعد التواصل مع رئيس الحكومة من اجل التوصل الى صيغة رسمية.

وناشد شومان، الاسراع في اقرار لجان الاستلام وتحديد السعر ومواقيت التسليم لاسيما ان اغلب مزارعي القمح وبنسب تصل الى حدود 80 في المئة يعانون من الديون المتراكمة بعدما اعتادوا على ايفائها من ايراد موسم القمح بعد تسليمه.

واكد شومان ان التاخير والضبابية في مستقبل موسم القمح للعام الحالي وانسحاب هذا المصير المجهول على الموسم القادم، يضع الاف العائلات الزراعية على طول لبنان في مهب الريح واجبار المزارعين على تاجير اراضيهم للتجمعات السورية.

سامر الحسيني

التعليقات مغلقة.