واشنطن بوست : رغم العقبات أميركا تعتزم شن عملية عسكرية في الرقة

كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن نية واشنطن شنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد تنظيم “الدولة” في سوريا، وتحديداً بمدينة الرقة التي يسيطر عليها التنظيم، مشيرة إلى أن هذه المدينة، وفقاً لتقارير الاستخبارات الأمريكية، هي مركز تنسيق الهجمات ضد أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وكان وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، قد أعلن أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبدأ بشن حملة عسكرية ضد تنظيم “الدولة” في الرقة خلال أسابيع وليس عدة أسابيع، في إشارة إلى أن الهجوم على الرقة قد يبدأ قريباً، رغم العقبات التي قد تواجه هذه العملية، حسب الصحيفة.

ولعل المشاكل التي ستعترض مثل هذه العملية كثيرة؛ من بينها أن الولايات المتحدة بحاجة إلى جمع وتدريب قوات سورية إضافية، بالإضافة إلى الوضع المتفجر بين تركيا والقوات الكردية السورية التي تشكل الجزء الأكبر من القوة الهجومية التي تعدها أمريكا للهجوم على الرقة.

وكان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، قد وافق خلال لقاء مع كبار مساعديه للأمن القومي أوائل تشرين الأول الماضي على خطة عسكرية لاستعادة الرقة من قبضة تنظيم “الدولة”، إلا أن مخاوف من المشاكل والعقبات التي قد تواجه عملية من هذا النوع، دفعت أوباما إلى تقديم الموصل على الرقة، حيث انطلقت عملية استعادة الموصل قبل أسبوعين.

الجنرال ستيفن تاونسند، قائد التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة”، قال إن العملية العسكرية في مدينة الرقة ستكون متداخلة مع الهجوم على الموصل، مؤكداً أن لدى قواته القدرة على الذهاب إلى هناك للضغط على المسلحين في الرقة، خاصة أن الكثير من مقاتلي التنظيم في الموصل سيتوجهون إلى الرقة.

وزارة الدفاع الأميركية سحبت طلباً سابقاً لتوفير شحنات أسلحة لوحدات الحماية الكردية، التي تشكل الجزء الأكبر من قوات سوريا الديمقراطية؛ لأن عملية تطويق المدينة والسيطرة على القرى المحيطة بها وطرق الوصول لا تحتاج إلى أسلحة إضافية، ولكن يبدو أن للأمر علاقة بموقف تركيا الرافض لأي تسليح إضافي للقوات الكردية بسوريا.

بالإضافة إلى الموقف التركي الرافض لأي مشاركة للقوات الكردية في معركة استعادة الرقة، فإن من المشاكل الأخرى التي تعترض عملية استعادة المدينة ما يتعلق بالخلاف بين العرب والأكراد والتوتر الكبير بينهما، فضلاً أيضاً عن الوضع السوري والحرب المتفجرة منذ أكثر من خمسة أعوام وما يمكن أن تخلقه أي عملية عسكرية جديدة من مشاكل وتعقيدات للوضع السوري.

مسؤول أميركي توقع أن تستغرق الحملة العسكرية على الرقة شهراً كاملاً، تبدأ بعملية تطويق للمدينة وتضييق الخناق عليها قبل أن تبدأ العملية العسكرية.

قوة من الوحدات الخاصة الأميركية كانت قد وصلت إلى سوريا قبل أشهر لمساندة ودعم القوات الكردية، حيث تقوم هذه القوة حالياً بعملية رصد وتحليل للمعلومات فيما يتعلق بمقاتلي تنظيم “الدولة” في الرقة.

تركيا ليست الوحيدة المتخوفة من عملية عسكرية في الرقة بمشاركة الأكراد، حسب ما يقول جنيفر كافيرلا الباحث في معهد دراسات الحرب في واشنطن، فأمريكا بحاجة إلى شريك أكبر نسبياً، كما حصل في معركة استعادة الموصل، حيث اعتمدت واشنطن على القوات العراقية، ومن ثم فإن الاعتماد على قوة كردية في استعادة مدينة عربية يمكن أن يخلق صراعاً جديداً في سوريا.

التعليقات مغلقة.