مونيكا بيلوتشي تقضي بإنفجار عبوة في البوسنة

للحريصين على النجمة الإيطالية الأكثر أنوثة وجمالاً، مصرعها لم يكن سوى في مشهد مؤثر من فيلم “أمير كوستوريكا” الجديد “on the milky road”. مونيكا بيلوتشي جميلة من الريف البوسني، يملأ عينها ويهزّ قلبها الرجل البسيط الذي إعتاد نقل الحليب إلى المدافعين عن القرية ضد المهاجمين براً وجواً، ويلعب الدور المخرج نفسه “أمير كوستوريكا”، بينما تولّى نجله “ستريبور” صياغة الموسيقى الشعبية الخالصة والجاذبة، التي أعطت شخصية محلية للفيلم، وفرضت نفسها عاملاً فاعلاً أول في مناخ الفيلم الحميم.

يحب “كوستوريكا” الذي كتب سيناريو الفيلم الطيور والحيوانات، فالدجاج والبط وحتى الصقور التي يصادقها، إلى الديوك التي تريد أكل نفسها في المرآة، إلى رفيقه الدائم الحمار السريع، الذي إعتاد حمل الحليب إلى المقاتلين المدافعين عن تلك المنطقة، كلها تؤكد الميل المتبادل بين الطرفين، حتى الأفاعي العملاقة لم تؤذ أحداً في الفيلم رغم أنها لفّت كامل جسم المخرج ثم بطلته الأجمل مونيكا من دون أي أذى، لأن هدفها بلوغ الأماكن التي تسرّب الحليب إليها وشرب ما أمكنها منه.

125 دقيقة من التعامل المعروف لـ “كوستوريكا” له مع الفضاء الريفي، وتوظيف الموسيقى على الدوام في مناخ من الفرح والتأمل بعيداً عن الحزن والإحباط الحياتي الروتيني، أعطاه الممثل “أمير” خصوصية وعمقاً مع شعور عال بالطبيعة من حوله التي يغتالها القصف والمظاهر الحربية لما كان يجري في البوسنة من إنتهاكات صربية مدمّرة.

إضافة إلى فوضى الحياة العامة التي يمتزج فيها عمل النساء وبعض العجائز من الرجال في تحضير الأطعمة من خلال أوعية عملاقة قادرة على إطعام أكبر عدد من الناس في المكان.

“أمير” و”مونيكا” يهربان معاً وسط معارك محتدمة، وحركة جنود في كل إتجاه، حبيبان ليس في ذهنهما إلاّ الرغبة في العيش معاً، لم يصبهما الرصاص ولا شظايا القذائف، بل هي الثعابين التي أضرّت بمزاجهما في الأوقات غير المناسبة، وبينما “أمير” يواجه جندياً عدواً كانت “مونيكا” تمسك برأس ثعبان من الحجم الكبير، مانعة إياه من إيذائها، وعندما كادت قواها أن تنهار.

فضّلت تفجيراً يذهب بها مع الثعبان في وقت واحد، فقفزت وإستقرت فوق عبوة ناسفة قذفتها عالياً وقطعتها إرباً، فبكاها “أمير” وظل يتخيلها قريبة منه بحيث لا يفقدها أبداً، وتتوالى اللقطات التي تعطي بعداً متجدداً لأنوثة “مونيكا” هذه الممثلة المدججة بالسحر والجمال والكاريزما.

الشريط تعرضه صالات “صربيا” بدءاً من كانون الأول المقبل، وهو مأخوذ من 3 قصص حقيقية مع كثير من الفانتازيا المبتكرة، صوّر في “البوسنة” و”هورزوكوفينا”.

التعليقات مغلقة.