سامي شهاب.. لبناني وقيادي بحزب الله هرب من السجن في مصر عام 2011 وصنفته السعودية اليوم كإرهابي ضمن قياديين ومسؤولين من حزب الله اللبناني، على خلفية مسؤولياتهم عن عمليات لصالح الحزب، إضافة إلى شركات تعمل كأذرع استثمارية لتمويل أنشطة الحزب.
من هو سامي شهاب؟ مصادر أمنية مصرية تكشف بعض التفاصيل عنه، وتقول إن نيابة أمن الدولة العليا اتهمته مع 27 شخصاً بالتخطيط لهجمات وأعمال داخل الأراضي المصرية، ونال بعدها حكما بالسجن 15 عاما وكان ذلك في العام 2009 في القضية المعروفة إعلاميا بقضية خلية حزب الله، كما كان المسؤول عن ملف مصر داخل الحزب.
المعلومات المصرية عنه تقول أيضا إنه ينتمي لأسرة شيعية انتقلت عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان إلى العاصمة بيروت، ثم انضم لفصائل حزب الله، وتلقى تدريبات أهلته للمشاركة في أعمال المقاومة ضد الجيش الإسرائيلي، ثم تدرج في صفوف الحزب حتى تم ضمه إلى القوات الخاصة، ومع أوائل التسعينيات انتقل إلى العمل الميداني، لكن إصابته بقصور في الشريان التاجي بالقلب كانت وراء إبعاده عن تلك المهمة.
تحريات الأمن المصري عنه تكشف أنه التحق بالوحدة 1800 في حزب الله، المكلفة بدعم القضية الفلسطينية ثم تلقى تدريبات على الأعمال الاستخباراتية وفي العام 2009 تم الدفع به لتنفيذ عمليات في مصر.
التحقيقات مع الخلية وعلى رأسها شهاب بعد القبض عليه كشفت أنها كانت تسعى لتنفيذ ثلاث عمليات ضد مواطنين مصريين وإسرائيليين في مصر واعترف شهاب بأن العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر، ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة.
وقال في التحقيقات التي أجرتها معه السلطات المصرية إن قيادات حزب الله كلفته بتنفيذ عمليات داخل الأراضي المصرية، واستهداف السياح الإسرائيليين وتنفيذ هذه العمليات سواء بتفجيرات أو سيارات ملغومة، أو زرع عبوات ناسفة في مناطق سيناء، وخاصة منتجعات دهب وطابا ونويبع، وكان سيعقبها صدور بيان من قيادة حزب الله تؤكد فيه مسؤوليتها عن هذه العمليات، ردا على مقتل قائدها العسكري عماد مغنية.
التحقيقات كشفت أيضا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو الذي أصدر التكليف لنائبه نعيم قاسم الذي نقله إلى المتهم الآخر في الخلية محمد قبلان، والذي بدوره نقل التكليف إلى سامي شهاب، ودخل قبلان إلى مصر خلال شهري مارس وأبريل من عام 2009 بجواز سفر مزور باسم حسان الغول، ثم انتقل إلى العريش، والتقى مع مجموعة من أعضاء الخلية داخل منزل أحد المتهمين المحبوسين، وأشرف على عمليات تصنيع المتفجرات والأحزمة الناسفة.
ملف القضية الذي جاء في سبعة آلاف ورقة كشف أيضا أن المتهمين صدرت لهم تعليمات بتنفيذ أعمال ضد السفن والبوارج العابرة لقناة السويس والسائحين الأجانب والمنشآت السياحية وجمع معلومات وبيانات عن أماكن الخدمات الأمنية الثابتة والمتحركة على طريق المرشدين الموازي لقناة السويس والأوضاع الأمنية والسكانية ببعض المدن في سيناء وأماكن تردد السائحين الأجانب بنويبع.
وبعد إحالته للمحاكمة صدر حكم ضد شهاب بالسجن 15 عاما، وأودع السجن إلا أنه عقب اندلاع ثورة 25 يناير واقتحام السجون هرب من السجن متوجها إلى لبنان وظهر في احتفالية للحزب على شاشات الفضائيات، معلنا هروبه من مصر، وفاجأ السيد حسن نصر الله الأمين العام لـحزب الله الحضور في الاحتفالية وقدم لهم شهاب واصفا إياه بالأسير المحرر، ثم خاطب المصريين بقوله : نشكركم كل الشكر على تحرير هؤلاء الأسرى.
مصدر أمني كشف الخطوات التي اتبعها سامي شهاب للهروب من السجن في مصر يوم 30 يناير 2011 مؤكدا أنه لم يهرب عن طريق غزة مثل باقي سجناء حماس بل هرب من المنطقة الجنوبية ومنها إلى السودان ثم إلى بيروت.
وقال إن محمد يوسف أحمد منصور وشهرته “سامي شهاب” اتصل بأحد عناصر حزب الله، ويحمل اسم “مروان” والذي خاطب بدوره وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية لتهريبه من مصر عقب خروجه من السجن ثم توجه مروان إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة، واستخرج جوازي سفر إيرانيين لكليهما، وبتاريخ 5 فبراير غادر دبلوماسي إيراني برفقة الاثنين للأقصر، واصطحبوا معهم القائم بالأعمال الإيراني وهناك التقوا بالمدعو طارق أحمد السنوقي، الذي ساعدهما على الهروب للأراضي السودانية نظير مبلغ مالي.
في العام2013 قررت محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية مخاطبة الإنتربول الدولي للقبض على سامي شهاب ومعه القياديان في حركة حماس محمد الهادي وأيمن نوفل ورمزي موافي، الذين هربوا من السجون في فترة الانفلات الأمني لإلقاء القبض عليه على خلفية هروبه من دون استكمال العقوبة، فضلا عن الاتهامات الموجهة لحزب الله بالتعاون مع حركة حماس وجماعة الإخوان على تنفيذ سيناريو “الانفلات الأمني واقتحام السجون المصرية”.
التعليقات مغلقة.