زياد شبيب يستقبل المعتدين على متظاهري حرش بيروت

يمكن لمتصفح “بايج” محافظ بيروت زياد شبيب الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك رؤية فيديو لمجموعة من الصور، تحت عنوان “أهالي بيروت الأوفياء في زيارة وفاء إلى دارهم لدى مكتب محافظ بيروت” مدته “15 ثانية” ويعود تاريخه لـ11 شباط الجاري في تمام الساعة 4:54 عصراً.

ولكن لدى تأملك للصور التي يضمها هذا الفيديو تظهر لك صورة في الثانية الـ12 منه، أي في آخر أربع ثوانٍ من الفيديو، تظهر لنا صورة شبيب محاطاً بمن أطلق عليهم اسم “أهالي بيروت” بينما تؤكد معلومات “ليبانون ديبايت” بأن جزء من هؤلاء الشباب كان شريكاً بالإعتداء ضرباً على متظاهري المجتمع المدني، أمام مدخل حرش بيروت من جهة قصقص، إحتجاجاً على مشاريع قضم حرش بيروت، في تاريخ 9 شباط الجاري، أي قبل يومين فقط من إستضافتهم في مكتب محافظ بيروت.

فما هي الأسباب التي قد تدفع بمن هو على رأس سلطة محلية معنية بحفظ أمن بيروت والدفاع عن مساحاتها العامة، أن يستقبل معتدين على متظاهرين سلميين، ويتباهى بذلك بأخذ الصور لجانبهم ويطلق عليهم اسم “أهالي بيروت”، ولماذا يحاول شبيب وغيره تصوير معركة حرش بيروت على أنها معركة ضد مستشفى ميداني يحتاجه أهالي طريق الجديدة، ومعركة جمعيات بيئية ومدنية لا تعطي اعتبارا لحاجات أهالي بيروت، بينما المعركة ليست ضد المستشفى بل هي ضدّ موقع المستشفى في حرش بيروت، وغيره من المخالفات، مثل تغيير تصنيف جزء من الحرش لقوننة وجود بناء مخالف يعود إلى كشاف الرسالة الإسلامية، ونقل الملعب البلدي من طريق الجديدة إلى الحرش، وهل فعلاً أهالي طريق الجديدة كلهم مع بناء المستشفى؟

يجيب مصدر معني (من طريق الجديدة) ، ويؤكد لـ”ليبانون ديبايت” بأن أحد الوزراء الحاليين “قد أعطى الضوء الأخضر لمجموعة من الشباب لضرب المتظاهرين في 9 شباط، وترهيبهم وبالتالي إجبارهم على عدم التظاهر مجدداً، وأعطوا أوامره للقوى الأمنية بالتفرّج على ذلك من دون التعرّض للمعتدين، وبالتالي عدم حماية المتظاهرين… وبعد كل هذا عاد محافظ بيروت وإستقبل المعتدين نفسهم بعد يومين من الإشكال الذي حصل على مدخل حرش بيروت، وأطلق عليهم إسم أهالي بيروت، لإعطاء المعركة بُعداً مناطقياً وتصويرها على أنها معركة جمعيات مدنية من خارج المدينة ضد أهالي المدينة وحاجاتهم. كما وعمدت بعض الشخصيات الرسمية الداعمة للمستشفى إلى إستعمال بعض الصحف الصفراء لتثبيت وجهة نظرهم هذه، وتناست القوى الأمنية القضية وتركتها تمرّ مرور الكرام مع سبق الإصرار والترصد على الرغم من أن الصور والفيديوهات يوم المظاهرة كشفت ملامح وهوية العديد من المعتدين الذين تم استعمالهم لضرب المتظاهرين”.

من أين أتى المعتدون؟ يجيب المصدر نفسه، بأن المعتدين جاؤوا من القهوة المخالفة في نطاق الحرش، وهي القهوة التي قام موقع “ليبانون ديبايت” بزيارتها مؤخراً، وتأكدنا من أحد روادها اليوميين، بأنها قهوة “مخابراتية حزبية تابعة لأحد وزراء تيار المستقبل الحاليين”، والذي غطّت صوره جدران القهوة. و”يتم إستعمال عدد من مالكيها وزوارها كمجموعات أمنية لتنفيذ مآرب من هذا النوع، مستغلين بذلك حاجة هؤلاء الشباب للمال والعمل”. علما أن أصحاب القهوة غير القانونية وروادها يفاخرون بأنهم قاموا بالإعتداء على متظاهري حرش بيروت.

وفي ظل الترويج للمعركة على أنها معركة مستشفى يحتاجه أهل طريق الجديدة واللاجئون السوريون في المنطقة، زار موقعنا طريق الجديدة وإستشفّينا من الشارع حالة إنقسام حول المستشفى، فمنهم من يرى في المستشفى حاجة إستشفائية له ولعائلته، ومنهم من يرى فيه صفقة “طالعة ريحتها” توحي بها الأرقام الخيالية التي رُصدت لهذا المستشفى.

وهنا (مربط الخيل) فكل لبنان بمختلف مناطقه، وليس فقط طريق الجديدة، لديه حاجة إستشفائية في ظل الفساد المتربّص بأبواب المستشفيات الخاصة والحكومية. ويجب التوضيح بأنه الأجدى إستعمال هذا المبلغ (مليون و200 ألف دولار) لتأهيل مستشفيات بيروت الحكومية، ليستفيد الجميع منها، عوضاً عن حصرها في صفقة مستشفى ميداني، يشكل إصرار المعنيين عليه شكوكا وإشارات استفهام سوداء، عليهم توضيحها للرأي العام اللبناني، قبل أن نلجأ نحن لتوضيحها…!

التعليقات مغلقة.