الصورة الرئاسية

الصورة الرئاسية

سليمان فرنجية و بشار الأسد
ضيعان الشغل والتعب وإهدار الوقت في البحث عن مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية، هذا البحث الأكاديمي ـ السياسي ـ الدستوري، الذي انتقل من بكركي، إلى معراب والرابية، ثم حط على طاولة الحوار التي يديرها المايسترو نبيه بري.

18 شهراً من الحوارات المعمّقة لبلورة المواصفات الواجب توافرها في الرئيس وجوجلتها وغربلتها، والتي أفضت في ما أفضت إليه إلى جملة ثوابت، منها أن يكون الرئيس المقبل قوياً ويملك صفة تمثيلية شعبية ونيابية ومقبولاً في بيئته (المارونية) والبيئات الأخرى (عند الروم والمحمديين)، ووفاقياً ومن ذوي السيرة الحسنة، وأن يحترم الدستور والميثاق، ويكون عربيّ الإنتماء وليس ذو وجه عربي.

وأن يجسد “المناصفة”، ومنها اشتقّ العلامة جبران باسيل كلمة “التناصف” ومعناها الحقيقي أن ينصف الأفرقاء بعضهم بعضاً لا أن يتقاسموا المقاعد “فيفتي فيفتي”. وزاد محمد رعد على المواصفات، كما يزيد الزجّال على بيت المعنّى أنه يريد رئيساً يحتضن المقاومة (الإسلامية) ولا يطعنها بالظهر.

عن جد ضيعان الشغل والبحث ما دام النموذج المثالي قاعداً على الطاولة بين المتحاورين. مرشّحٌ “زكرت” و”قبضاي” مقبول في زغرتا وفي قضاء زغرتا وفي محافظة اللاذقية. لديه تمثيل نيابي وازن يتمثل في إسطفان الدويهي (قامة باسقة) وسليم بك كرم (قامة تاريخية) وهو ثالثهما. علماً أن سليم بك يعتبر نفسه حيثية سياسية قائمة بحد ذاتها بمعزل عن “المردة”. أما إميل رحمة فيتناتشه حزب الله وفرنجيه والجنرال عون الذي يجلسه دائماً إلى يساره في اجتماعات تكتل التغيير والإصلاح الأسبوعية للإستنارة برأيه واستشرافه للمستقبل وسماع مداخلاته القيمة.

مسألة التمثيل محسومة كما الإنفتاح و”العروبة”، فسليمي منفتح على من ينفتح على “الخط” وللعروبة هو فتى أغرّ.

أما بالنسبة إلى الدستور فلا نذيع سراً إن كشفنا أن سليمي يمضي أوقات فراغه في قراءة أهم المجلدات التي تتناول الفقه الدستوري في فرنسا ولديه مكتبة قانونية ثرية مطعّمة بقرني غزال اصطاده في كازخستان.

يا ضيعان الشغل. خصوصاً شغل التيار الوطني الحر الذي اجتهد نوابه في بلورة مواصفات لا تنطبق سوى على الجنرال. فهل يُعقل، وبسحر ساحر، أن يقطف النائب سليمان فرنجيه ثمار التعب ؟

أن ينتخب مجلس النواب اللبناني سليمان الحفيد رئيساً للجمهورية أمرٌ يفوق القدرة على التصوّر. لكن رغم الصورة السوداوية التي يرسمها مناؤو الزعيم الزغرتاوي، فهم لم ينتبهوا إلى الجانب المضيء في المشهد الرئاسي المتمثّل بوجود الرئيسة الأولى السيدة ريما قرقفي في قلب الصورة.

وهناك من يطرح فكرة أن تجمع الصورة الرئاسية النائب فرنجيه وتوأم روحه بشار.

وهناك من يقترح مخرجاً لهذه التسوية البتراء يقضي بالتوافق على إميل لحود،le papa طبعاً، رئيسا للجمهورية لمدة تسعة أعوام وذلك لقطع الطريق على الحلم الذي لا يشيخ.

التعليقات مغلقة.