باسم يوسف في «الأميركية» : قتلتنا البروباغندا

باسم يوسف في الجامعة الأميركية

بعد وقت طويل أمضاه المحتشدون أمام قاعة «عصام فارس» في «الجامعة الأميركية في بيروت» (الحمرا) في انتظار إنطلاق جلسة الحوار المفتوحة مع باسم يوسف، قليلون تمكنوا من الوصول إلى الداخل والحصول على مقاعد.

علماً بأنّ الملصق الإعلاني أورد أنّ من يأتي أوّلاً سيجلس أوّلاً. وفي الوقت الذي فضّل فيه كثيرون المغادرة، أصرّ آخرون على متابعة الحدث الذي دعا إليه قسم الإعلام في الـ AUB عبر الشاشة في الخارج.

لا شكّ في أنّ الأعداد التي أرادت الإنضمام إلى اللقاء البيروتي المميّز لم تكن قليلة أبداً، وبعيداً عن المشكلات في التنظيم التي حالت دون ذلك، إضافة إلى إعطاء الأولوية لبعض طلاب الجامعة على حساب غيرهم، كانت النتيجة لافتة. لاقى الإعلامي الساخر ترحيباً كبيراً من قبل الحاضرين الذين ضمّوا أشخاصاً من جنسيات عربية وأجنبية.

بخفّة دمه المعهودة، خرج باسم يوسف على الجمهور، معرباً عن سعادته بوجوده في واحدة من أقرب الجامعات العربية إلى قلبه. أخبر «جون ستيوارت العرب» الموجودين عن تفاصيل حياته الدراسية في كلية الطب، قبل أن يقرّر الإنتقال إلى الإعلام ويعرفه الناس من خلال «البرنامج»، الذي توقّف في نهاية عام 2013 بسبب ضغوط سياسية.

من يعرف باسم يوسف جيّداً، يعلم أنّه لم يقل أمس جديداً يذكر، بل كرّر مواقف عدّة يتعلّق أهمّها بثورة 25 يناير التي شارك الإعلام المصري خلالها في «غسل الأدمغة»، متطرّقاً أيضاً إلى واقع هذا الإعلام في بلاده اليوم، إضافة إلى التطوّرات السياسية هناك. ولعلّ الجديد بالنسبة إلى كثيرين كان تأكيد يوسف أنّه «أهلاوي» الهوى في كرة القدم المحلية.

شدّد جرّاح القلب على أنّ النكتة والضحك أمضى من السيف، وتساعدان المواطنين على التعبير عن هواجسهم ومواجهة الديكاتوريّة والمضي نحو التغيير، مشيراً إلى أنّ الميديا المصريّة «منيّلة بستين نيلة»، متحدثاً عن البروباغندا التي تروّج للنظام الحاكم: «المصيبة أنّها بروباغندا سيئة وليست ذكية».

جدّد «أبو نادية» تأكيده أنّه ما زال مؤمناً بالتغيير في مصر، رغم أنّ الأمل يبدو ضعيفاً. ولفت إلى أنّ المسار طويل وسيأخذ وقتاً: «الثورة ليست حدثاً.

هناك أمور كثيرة تجري في عقول وقلوب الشباب». في هذا السياق، أوضح أنّه يعوّل كثيراً على الجيل الجديد من أجل التغيير».

وحول مشاريعه المستقبلية على الشاشة الصغيرة، قال باسم يوسف إنّه سيدرس خياراته بتأنٍ، لا سيّما أنّ أي خطوة مقبلة ستُقارن بالـ «البرنامج» الذي حقّق نجاحاً كبيراً في مصر وخارجها.

في ردّه على سؤال يتعلّق بتركه لمصر في ظلّ الظروف الصعبة (يقيم في دبي حالياً)، لم يستطع يوسف أن يخفي إنفعاله. سرد باختصار ما تعرّض له برنامجه، إضافة إلى التضييقات والتهديدات التي تعرّض لها، سائلاً : «ماذا كان ينبغي أن أفعل؟ ما حدّش يزايد عليّا»، مستبعداً أنّ يعود إلى القاهرة في ظلّ الظروف الراهنة، وكذلك العودة إلى العمل من خلال الإنترنت أو من الخارج. في هذه الحالة، يصبح السكوت برأيه «أكثر فعالية»، معرباً عن سعادته بحجم الإلهام الذي بثّه برنامجه في نفوس للشباب الذين يخرجون عبر الشبكة العنكبوتية لانتقاد كلّ ما يزعجهم، خصوصاً الأنظمة.

التعليقات مغلقة.