ن زيارة عائلية إلى رحلة رعب عاشها مصطفى. م، بعدما استقلَ سيارة أجرة للانتقال من منطقة التل الى القبة في شمال لبنان، لكنه وصل الى القلمون بدلاً من القبة، حيث استيقظ بعد عملية تخدير تعرّض لها ليجد نفسه مرمياً في البساتين، فاستجمع قواه، حتى وصل الى أقرب محطة وقود، قبل ان يتم نقله إلى مستشفى السلام للمعاينة والعلاج.
الحادثة وقعت بعد ظهر الأحد الماضي، فابن بلدة بينو في عكار قرر شراء ملابس من منطقة التل قبل الانتقال الى منزل خالته في القبة، فحصل ما لم يكن في الحسبان، الخبر انتشر صباح اليوم عن تعرض المواطن م. م. (19 عاما) لعملية اغتصاب بعد أن تم تخديره داخل سيارة أجرة في طرابلس، حيث عرض عليه السائق زجاجة عصير، شربها وغاب عن الوعي، ولدى استيقاظه وجد نفسه في القلمون بجانب الأوتوستراد عاريا، مع وجود آثار دماء على جسده، وكان الجاني قد سلبه مبلغًا من المال يقدّر بحوالى 100 ألف ليرة لبنانية وهاتفه الخليوي.
سرق ولم يغتصب
عائلة مصطفى الذي يدرس التمريض ويعمل في احد المستشفيات في حالة غضب كبير، وهي ترفض ما يتم تداوله عن تعرّض ابنها للاغتصاب. لدى سؤال شقيقه عن الحادثة، يبادرك بسرعة: “لا أقبل القول أن يكون مصطفى تعرض لذلك، نعم ضُرب وسُرق لكنه لم يُغتصب ولم يكن عارياً أو على جسده دماء، سنرفع دعوى لدى النيابة العامة بوجه من يروّج هكذا اخبار”، ولفت الى ان “شقيقي في حالة جيدة، أخبرنا تحرّي طرابلس وكشف الطبيب الشرعي عليه “، وشرح انه “بعد ان استقل سيارة الأجرة من منطقة التل، وبعدما وصل الى البحصاص، طلبَ السائق منه عشرة الاف ليرة كي يملأ الوقود على أن يعيدهم له، وبمجرد أن فتح محفظته وضع السكين على رقبته، أخذ منه الهاتف مهدّداً اياه بالقتل اذا تكلم، ثم وضع مادة مخدرة على أنفه. عندها غاب عن الوعي ليجد نفسه في بستان في القلمون، قبل أن يصل الى محطة وقود ويراه مالكها، حينها بدأ مصطفى
بالبكاء، سأله الرجل عما حصل معه، فأجابه: أنظر اليّ كيف انني عار والدماء علي، فأكّد له أنه بملابسه ولا يوجد شيء، فنقله الى المستشفى واتصل بنا يخبرنا بما حدث”.
“أول إفادة أعطاها مصطفى كان لا يزال تحت تأثير المخدر” بحسب شقيقه الذي أضاف “عاود بعدها إعطاء الأقوال الصحيحة في التحقيق”. وعن العصير الذي قيل أنه تسبب في تخديره، أجاب: “تارة يقول عصير وتارة تمّ تخديره، هو في حالة عصبية لا يعلم ماذا يقول”.
اغتصبَ وسرقَ
على عكس ذلك، أكد مصدر في قوى الأمن الداخلي لـ”النهار” أنه “عند حوالي الساعة الخامسة من بعد ظهر الأحد الماضي تعرض مصطفى الذي لا يعرف شوارع المنطقة للاغتصاب من قبل سائق سيارة اجرة، لا يعرف رقم لوحتها ولا اي معلومة عن السائق”. وقال المصدر “عرض السائق عليه شرب الدخان، لكنه رفض، فأجبره على شرب عبوة مشروب الطاقة، ليستيقظ بعدها ويجد نفسه مرمياً عارياً في بستان، وقد تمّت سرقة هاتفه وما في حوزته من المال”، وختم ان “الملف تحوّل من فصيلة باب الرمل الى مفرزة طرابلس القضائية حيث أصبح في عهدة تحري الشمال”.
بين النفي والتأكيد
طبيب الطوارئ في مستشفى السلام رهيف نجارين أكد لـ”النهار” أن زميلاً له استقبل مصطفى في الطوارئ وهو في حالة انهيار عصبي، وتحدث عن ان “شخصاً تعرض له عندما كان مخدراً، فاستدعى المخفر الطبيب الشرعي الذي أخذ عينات للتأكد من وقوع حالة الاغتصاب، والى الآن لا نستطيع نفي أو تأكيد الخبر حتى ظهور النتائج”.
سواء تعرض مصطفى للاغتصاب أم لا فإن ما حصل معه يؤكد أن الأمان مفقود في لبنان
التعليقات مغلقة.