حرب مواقع التواصل بين المستقبل و القوات هل توقفت ؟

من راقب مواقع التواصل الاجتماعي في الأسابيع الماضية، يعلم جيّداً الحدة التي بلغتها العلاقة بين مناصري “تيار المستقبل” من جهة ومناصري “#القوات_اللبنانية”.

من جهة أخرى. فالتسوية التي ظهرت الى العلن في الأسابيع الماضية والتي تبناها الرئيس سعد الحريري وعمودها ترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة الأولى، اعتبرتها القاعدة الشعبية القواتية بمثابة طعنة في الظهر، وتخلياً عن ثوابت 14 اذار.

والهجوم الحاد الذي شنه مناصرو “القوات” على الحريري وصل مستوى غير مسبوق، ما استدعى رداً مقابلاً من مناصري تيار “#المستقبل”، دفع بكلا الفريقين الى إصدار بيانين رسميين يدعوان المحازبين في الدرجة الأولى والمناصرين الى عدم التعرض للطرف الآخر والتزام الهدوء والصمت.

الا ان هجمات جمهور”المستقبل” لم تتسع رقعتها، لأن فئة كبيرة منه تتفهم موقف “القوات” لاعتباره منطقياً، فيما تتبنى فئة أخرى مستقبلية الموقف الرافض وصول صديق الرئيس السوري بشار الأسد المتهم بقتل الرئيس رفيق الحريري الى الرئاسة، وتذهب فئة ثالثة للدفاع عن الحريري وخياراته السياسية. فهل تمكن الفريقان من ضبط شارعيهما وشرعا في لملمة النتائج السلبية؟

موقف “القوات” منطقي

منسق ” المستقبل” في الشمال النائب السابق مصطفى علوش اعتبر في حديث لـ”النهار” انه “لا توجد اي ضغينة او رفض لجعجع و”القوات” في صفوف “المستقبل” ومناصريه، بل هناك تفهم لهذا الموقف ليس في القاعدة فحسب بل على مستوى القيادات التي تجده منطقياً، واظن ان العتب “القواتي” على “المستقبل” اكبر ووصل الى اعلى المستويات ويجب معالجته بدراية”.

نريد علاقة افضل مع “القوات”

وفيما اعتبر البعض ان العلاقة بين “القوات” والمستقبل” لن تعود الى سابق عهدها بعد ترشيح الحريري فرنجية، قال علوش: “لو لم نجد ان موقف “القوات” منطقيٌ ما كنا نسعى الى التفاهم وتوضيح الامور، واظن ان البيانين اللذين صدرا عن الحزبين لضبط المحازبين والمناصرين فرملا حدة الهجمات، وبالتأكيد ان اي لقاء مرتقب بين الحريري وجعجع قادر على الغائها كلياً، ونحن لا نريد ان تعود العلاقة كما كانت، بل افضل، ويجب ان تكون اولوية الطرفين توضيح الامور بشكل كامل، لأن ما يجمعنا مع “القوات” ثوابت 14 آذار ومشروع واحد”.

لم يهاجموا “المستقبل”

على المقلب “القواتي”، لا أحد يمكنه نكران حدة التهجم في العلن وعلى مواقع التواصل الاجتماعي والذي طال الحريري شخصياً متجنباً “المستقبل” كتيار سياسي وقيادات فيه.

وفي السياق، أوضح القيادي”القواتي” العميد المتقاعد وهبي قاطيشا لـ”النهار” ان “ما ظهر على مواقع التواصل الاجتماعي من عتب قواتي لاذع ضد الحريري ليس سوى ردة فعل عاطفية قد نجدها عند اي قاعدة شعبية لأي حزب آخر في الازمات الكبيرة، فحسابات المناصرين تختلف كلياً ولا يتمكنون من ابعاد هذه المواقف ويؤخذون بالعاطفة. وحملة التهجم القواتية التي ظهرت على مواقع التواصل، حيّدت “المستقبل” واستهدفت الحريري مباشرة”.

وأضاف قاطيشا ان “التهجم العفوي من القاعدة القواتية لم يستهدف تيار “المستقبل”، انما انتقد الحريري فقط، وقاعدة المستقبل بغالبيتها وتحديدا في الشمال لم تغيّر رأيها تجاه القوات، والمؤكد ان آراء بعض المناصرين على مواقع التواصل لا تؤثر في السياسة”. وفي رأيه، ان ” بياني الحزبين ساهما كثيرا في ضبط الاوضاع والباقي يتحلحل مع الايام المقبلة”.

حزب الله” … يواصل التعطيل

في السياسة، استبعد قاطيشا انفراط التحالف بين “القوات” و”المستقبل”، معتبراً ان ما يجمعهما مشروع واحد وهو بناء المؤسسات. وقال ان “مشروع بناء الدولة وثوابت 14 آذار تجمعنا بتيار “المستقبل” واستصعب انفراط هذا الحلف بسهولة، ومشروعنا واحد وطالما الاتصالات لم تنقطع فلا خطر، وهناك خلاف على الوسيلة وليس خلافا جوهريا، ونعتبر ان الحريري لم يأخذ قرار نهائيا بترشيح فرنجية، بل اراد العودة الى قواعده في “المستقبل” و 14 اذار للبناء على الشيء مقتضاه والشيء نفسه بالنسبة لفرنجية، لكن تسريب خبر اللقاء والتسابق الاعلامي أوصلا الأوضاع الى هنا، والرابح الأكبر مما جرى هو “حزب الله” الذي لا يريد انتخاب رئيس للجمهورية بعدما اعيد تحريك المستنقع الذي نعيش فيه من سنة ونصف، وبعدما كان مسؤولا عن التعطيل توزعت المسؤولية، واصبحت الطابة في ملعب 8 اذار بعد انقسامهم في الرأي”.

وفي انتظار اي لقاء بين جعجع والحريري في الايام المقبلة، يبدو ان وتيرة الحملات السياسية التي اشتعلت على مواقع التواصل الاجتماعي بين “القوات” والمستقبل” تراجعت نسبياً، أما السبب فيعزوه البعض الى تجميد مبادرة الحريري او موتها في المهد.

التعليقات مغلقة.