ندوة لـ جمعية الناس للناس بعوان “الرحمة الشريعة الاساس” في الصالحية

ندوة الرحمة الشريعة الاساس في دار العناية

أقامت جمعية “الناس للناس” بالتعاون مع جمعية “تشزفي” الايطالية واتحاد بلديات اقليم الخروب الجنوبي، ندوة بعنوان “الرحمة الشريعة الاساس” في دار العناية الصالحية في صيدا في قاعة المطران سليم غزال، لمناسبة بداية سنة الرحمة، في حضور فاعليات دينية وراهبات وكهنة وجمعيات ومؤمنين واعلاميين.

زين الدين
بعد كلمة ترحيب وتعريف من مارلا عيد خوري، القى كلمة اللقاء الروحي الشيخ عامر زين الدين بعنوان “الرحمة في الأديان” قال فيها: “ان رسالة الأديان اصلا هي رسالة رحمة رسالة إيمان ورسالة محبة وسلام، وهل من دين لا يدعو الى الرحمة والى السلام؟! وما ارسلناك الا رحمة للعالمين وارحمني يا الله كعظيم رحمتك، جاء في القرآن الكريم ايضا يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلْم كافةً”، أوليس السلام والمحبة من الرحمة؟! وقال السيد المسيح عليه السلام ” سلامي أعطيكم”. فلو طبق الناس مفاهيم الدين ومفاهيم الرحمة لحل العدل والحق والطمأنينة، وتحقق العيش المشترك والواحد”.

أضاف زين الدين:”ان تعاون الاديان مع بعضها البعض واعترافها لبعضها، من شأنه خلق جيل مؤمن يسعد نفسه والعالم، بنبذه الحروب، وتعزيزه وترسيخه السلم والسلام، ورفضه الذل والجور واللامبالاة، وانصاته إلى صوت الضمير الحي، صوت الدين الصحيح، و” لا إكراه في الدين”. كما ان التنوع والوحدة الدينية هي مصدر غنى لمجتمعاتنا الشرقية، وتعزيزا وترسيخا للاستقرار الثقافي، بإعتبار قوة الدين تتجلى في كيفية الحياة التي يحياها المؤمن. إن الدين ثقافة حياة بكل جوانبها، واعتقد بأن الرحمة كما المحبة من الفضائل الاساسية التي تربطنا بالله تعالى، وتظهر عظمة المحبة في قوة الدين السليم والصحيح، ودوره الفعال في المجتمع البشري، والرحمة تتجلى فيما نمارسه من أعمال روحيا ومعنويا واجتماعيا، دون تمييز بين مذهب وآخر، وجنس وآخر”.

سرور
من جهته، أكد المحامي عباس سرور في كلمته التي القاها باسم الحراك الشعبي بعنوان “الرحمة والقانون” ان “الرحمة هي جوهر القانون، وهي إصطلاح كمفهوم إجتماعي قد أقرته القوانين الوضعية. بعد أن كان الله سبحانه وتعالى لم يقدم نفسه لعباده على أنه االقهار ولا على أنه الجبار والذي له ملكوت كل شيء … بل قدم نفسه لعباده على أنه الرحمن الرحيم .

وتابع سرور: “قد يكون مصدر الرحمة القاضي عندما يفصل في نزاع فيجد نفسه أمام حالة خاصة تستدعي الرحمة فيفسر القاعدة القانونية الغامضة لما يقع فيها لمصلحة المتهم. إن المشرع ينطلق في صياغته للقوانين من حاجة إجتماعية قد تختلف بين المجتمعات .

وهذا ما يفسر الإختلاف في القوانين بين هذه المجتمع أو ذاك وبين هذه الحقبة الزمنية أو تلك . إلا أنه ومن دون أدنى شك يبقى مفهموم الرحمة سائدا ومواكبا للقانون في جميع الحالات على إختلافها من حيث المكان أو الزمان”.

وأضاف: “إن النظام السياسي للدولة والذي يحكمه الدستور وما جاء فيه … هو القانون الأعلى درجة بعد المعاهدات الدولية وفقا للقانون الدولي العام . وعليه فإن النظام السياسي في الدولة كقانون وضعي يجب أن يقوم على

الرحمة وهذا ما أكدت عليه العديد من بنود المواثيق الدولية. نحن في لبنان نعيش في ظل نظام سياسي يعبث به الإستزلام والطائفية والمحسوبية والفئوية ويضرب عرض الجدار لجميع قواعد العدل والإنصاف ولعل أهمها مبدأ المساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات.

وهذا بالضبط ما حذا بالحراك الشعبي وعلى رأسه “حملة الشعب يريد إصلاح النظام ” للتصدي وحمل لواء الإصلاح المدني السلمي لتحقيق مفردات الرحمة من خلال العمل على الإصلاح ومحاربة الذين “عاثوا في الأرض فسادا”.

وختم سرور: “بإسمي وبإسم الحراك الشعبي وحملة الشعب يريد إصلاح النظام أتقدم بالشكرالجزيل لجمعية “الناس للناس” التي إنطلقت في عملها من آلام الناس بهدف تحقيق أحلام الناس”.

الصغبيني
وبدوره القى الاب نقولا الصغبيني كلمة دار العناية بعنوان “الرحمة والعمل الاجتماعي”، اكد فيها ان “العمل الاجتماعي هو عمل انساني بامتياز ويطال كل انسان وبعمق، وجذوره تعود الى الايمان، الامر الذي يتطلب من كل انسان ان يتعالى عن المشاريع الضيقة ويلجأ الى الجوهر اي جوهر حياة الانسان المؤمن، فعندها تتحقق الرحمة”.

بنت الأرز
اما كلمة جمعية “الناس للناس” فألقتها الشاعرة أنجل بنت الأرز تحت عنوان “الرحمة والتماسك الاجتماعي” تساءلت في مقدمتها، “من أجهضك في رحم الدين فاختل توازن الانسان فينا وبات مشروع دمار يودي الى الهاوية؟، فكل جمالات الكون وبقايا الانسان تحولت من حيث لا ندري من ضحايا الى ثوار، مضيفة، ان المركب يغرق بنا وعلينا بالطواف الايجابي بكل ما أوتينا من رحمة ووعي، من غفران وحب متناسين الاحقاد والطائفية والمرجعية الارضية والمال والفقر ولا نعتنق غير التوكل على الله، مناشدة رواد التواصل الاجتماعي بأن يكفوا عن نشر صور الدم، فبنشرها نكون قد روجنا للارهاب بقصد او عن غير قصد”.

معماري
من جهتها، القت ليا معماري من تلفزيون “تيلي لوميار” كلمة بعنوان “الاعلام والرحمة” أكدت فيها أن” اهم معنى للرحمة جرى تشويهه تاريخيا هي رحمة الانسان ليس عبر مبادرات فردية بل عبر سياسات اقتصادية واجتماعية تحجب الرزق وتمنع الازدهار والرقي للناس، موضحة انه يجب على الاعلام المسؤول ان يلتزم بقضايا الشعب وفي مقدمها كرامته وحقه في العيش”

رعد
وفي ختام المحاضرة، القى الاب عبدو رعد كلمة ناشد في مستهلها الاعلام بأن “لا يهتم بأمور السياسة اكثر من القضايا الانسانية وما يتعطش لها الانسان، داعيا كل مؤمن ان يسأل نفسه، ماذا نفعل امام الدمار الذي يجتاحنا من كل حدب وصوب؟ وبرأيه الجواب عندما نعي ان الايمان هو الرحمة وننصهر جميعا في بوتقة وطنية واحدة”.

بعد ذلك، قدم الرسام حوماني لوحة مرسوم عليها شعار جمعية “الناس للناس” عربون محبة وتقدير لعطاءات الجمعية.

ثم قام المجتمعون بقطع قالب الحلوى للمناسبة وجرى عرض مسرحية “بتفرج” من كتابة الاب عبدو رعد وستيفاني دياب وإخراج منير حنا.

التعليقات مغلقة.