بمجرَّد أن تقدم القهوة لضيوفك بعد العشاء سترى فوراً انقسامهم فئتين: الأولى التي تمتنع عن احتساء #القهوة لأنَّ ذلك يمنعها من النوم. في حين أنَّ الفئة الأخرى تستهلكها بشكل طبيعي من دون أن يؤثر ذلك على نوعية نومها. الأمر الذي يعني أننا لسنا جميعاً على قدم المساواة في ما يتعلق بهذا المشروب. هل السبب هو الإدمان؟ أم إنها ظاهرة نفسية؟
يشير موقع صحيفة “لوفيغارو” إلى أنَّه في عام 1981 وبفضل خبير الأعصاب الأميركي سولومون سنايدر، فهمنا آلية عمل الكافيين، ومادة الألكالوييد المسؤولة عن تأثير القهوة، إذ يُعطل عمل الأدينوزين، المنظم الكيميائي للنوم في الدماغ. الأدينوزين، الشاهد على تعب الجسم واستهلاكه الطاقة، يتراكم في الجسم على مدار اليوم من طريق الربط بين الخلايا العصبية التي تحافظ على يقظة المخ، والتي تدفع به في النهاية إلى #النوم.
تعطل هذه العملية الكافيين. تصل إلى #الدماغ بعد خمس دقائق من امتصاص القهوة ما يمنع عمل الأدينوزين، فيزداد الوقت اللازم للنوم، ومدة النوم ونوعيته تنخفضان. في عام 1996، حدد فريق أوسترالي متخصص بدراسة الجينات الآلية الموجودة بنسختين. من ثمَّ قام فريق يتألف من علماء الوراثة، وأطباء أعصاب وصيادلة من جامعة زيوريخ- سويسرا، بتقويم تأثير الكافيين على يقظة 22 شخصاً، مُنعوا من النوم لمدة 40 ساعة، وطلب منهم احتساء نحو 200 ملليغرام من الكافيين أي ما يعادل كوباً كبيراً قبل أن يُطلب منهم أداء مهام حركية.
فتبين أنَّ أولئك الذين شربوا الكافيين وكانوا قد أشاروا سابقاً إلى أنهم عرضة لآثار القهوة تبدت لديهم درجات حساسية أعلى بكثير من أولئك الذين قالوا إنهم لا يعانون حساسية للقهوة. وبرز أنَّ المشاركين الذين تأثروا بالقهوة يملكون الجينات نفسها التي تشفر عمل الأدينوزين. كما كشف المسح الشعاعي الذين خضعوا له خلال فترة النوم تغييراً في النشاط الكهربائي للدماغ لدى الناس الذين يعانون حساسية تجاه القهوة.
ومن دون الذهاب الى تلخيص تأثير القهوة على عمل جين واحد، يبدو أنَّ هناك نزعة إلى أن نكون أكثر أو أقل تقبلاً للعمل بعد تناول الكافيين. وهذا لا يمنع وجود عوامل مختلفة تؤثر في الشخص مثل العمر، واستهلاك #النيكوتين، أو الحمل الذي يساهم في تسريع القضاء على الكافيين في الجسم. من هنا، علينا أن نعترف بأن كل شخص على حق عندما يقول إن احتساء القهوة يمنعه من النوم أم لا.
التعليقات مغلقة.