حذار الاستفزاز الديني في القرنة السوداء

بدأ النزاع العقاري – القضائي الدّائر بين أهالي الضنية وبشري يميل الى صراعٍ على “هوية القرنة السوداء الدينيّة”، قد تكون تداعياته أكثر خطورة، لما يحمله من “حساسيّةٍ” في منطقة متعصِّبة مسيحيًّا.

حيث أنّه من “القضاء الى الدين”، اختار ناشطون ينتمون الى عددٍ من العشائر العربيّة، “ساحة” القرنة السوداء لإقامة صلاة ظهر الجمعة المقبل، مشدّدين في بيانهم على “ضنيّة” المكان.

وبحسب بيانٍ صادرٍ عن عشائر “آل عمر”، “آل سيف”، و”آل علي”، وغيرهم، يبدأ التجمّع صباح الجمعة في ساحة مسجد عمر بن الخطاب، لتنطلق السيارات عند السّاعة العاشرة من أمام المسجد في كفرشلان، مباشرةً الى القرنة السوداء “الضناوية”. وفق تصميمهم على تسميتها، في دعوةٍ عامّةٍ وُجِّهَت الى “الأهل والجيران في الضنية من عرب العجارفة”.

هذا التحرّك “الديني”، ليس الأوّل وقد يصبح أسبوعيًّا، بعدما توجَّه أكثر من مئة شابٍ من مختلف قرى الضنية وبلداتها، الى القرنة السوداء نهاية الأسبوع، حيث أدّوا الصلاة في المكان وسط اجراءات أمنيّة مُشدَّدة اتّخذتها عناصر الجيش اللبناني، ورفعوا أعلامًا لبنانيّة كُتِبَ عليها:”القرنة السوداء ضناوية”.

ويتوقّف متابعون، عند خطورة هذه التحرّكات، في منطقةٍ لا تحتمل استفزازات دينيّة، حيث أنّ النزاع الحاصل على إنشاءِ بركة مياهٍ في منطقة سمارة، والتوتّر الذي ساد بين بلديتي بشري وبقاعصفرين الضنية، قد ترتفع حدّته لتصل الى مكانٍ بعيدٍ من القضاء، والسياسيين والوجهاء، لن تتمكَّن جهود وجولات وزيارات “النواب” والمسؤولين المتبادلة من السيطرة عليها.

انطلاقًا من هنا، وتجارب سابقة على صعيد لبنان، يحذّر المتابعون، من نقل الخلاف القضائي، الى “السّاحة الدينية”، عندها لن يوقفه أي قرارٍ أو حكمٍ أو نصٍّ قانونيٍّ، ولا سيّما أنّ المنصّة الأكبر التي يلجأ اليها الشباب هي مواقع التواصل الإجتماعي التي وُجِّهت دعوات من خلالها بإسم عددٍ من الأشخاص، الى إزالة الصليب، في خطوةٍ إن حدثت لن تمرّ مرور الكرام، ما يحتّم التدخّل اليوم قبل الغد من أجل حلّ الموضوع وضبط التصرفات الفردية المتهوِّرة قبل وقوع الكارثة!

التعليقات مغلقة.