فرنجية مرشح مع وقف التنفيذ و الرئيس المقبل ظرف في المنطقة والصندوقة

ينتهي العام 2015 من دون “عيدية رئاسية”، لكن بمرشح رئاسي جدٰي وحيد مقبول من فريق “الرابع عشر من آذار” وينتمي الى صفوف “الثامن من آذار” هو النائب سليمان فرنجية.

كثيرة هي القراءات لحديثه التلفزيوني المطوّل مع ال LBCI : بعضها اعتبر انه كان نتاج “شوشطة” لطبخة ترشيحه، وأنه أخطأ باستعجال كشف وتعريض نفسه لسهام الحلفاء والخصوم، في موازاة معلومات مسرٰبة عن الأميركيين انهم عاتبوا من زجّ بهم في قصّة ترشيح لا علاقة لهم بها، لا من قريب ولا من بعيد، كما أنه بتأكيده أنه مرشٰح أحرج كلاً من “حزب الله” وسوريا، لا سيما أن هذا الإصرار جاء بعد لقائيه مع كل من الأمين العام لـ”حزب الله” لسيّد حسن نصرالله والرئيس السوري بشار الأسد.

في مقابل هذا الرأي، هناك من لاحظ في إطلالة فرنجية التلفزيونية “فدائياً وبيده سلاح”، لأنه المرشح الوحيد الجدٰي الذي يلتقي عليه فريقا النزاع من دون أن يكون في وجهه مرشح آخر بديل، والعقدة القائمة في وجهه، يحتاج “حزب الله” المؤيّد وبقوة لوصول فرنجية الى وقت لتخريج الحلّ لها، وهذا ما سيتمّ التفرٰغ له بعد عطلة الأعياد، حتى ان اصحاب هذا الرأي يقولون ان فرنجية هو رئيس الجمهورية المقبل وقبل آخر شباط مطلع العام 2016.

ازاء كل ذلك ، تقف الرابية متفرٰجة وبصمت على حليف خرج من صفوفها، ويقدّم نفسه مندفعاً أكثر بترشٰحه، ومورّطاً “حزب الله” بإعلانه التنسيق المسبق معه، فيما حصر موضوع العماد ميشال عون بأنه قصة وقت لا أكثر ولا أقلّ، وذلك بلغة من قطع الأمل من امكان استجابة عون لخيار ترشيحه. لم يخفِ فرنجية حساسيته على فريق العماد ميشال عون ولا سلبيته في الردّ على منتقدي ترشيحه، في وقت كان يمكنه الموازنة بين هذه الحساسية وانفتاحه الواسع على الرئيس سعد الحريري. والسؤال الذي يطرحه هذا الفريق: اصرار فرنجية على هذا الموقف بعد كل التشاور الذي أجراه في دمشق والضاحية الا يأتي ترجمة لتأييد سمعه من الطرفين للمضي في ترشيحه والتفاهم مع الفريق الآخر، لاسيما ان فرنجية لا يشكّل مشكلاً في السياسة لفريقه، بل يواجه معه عقدة العماد عون، مع الرهان على عامل الوقت بأن يقتنع، مع العلم ان عون لن يقتنع ولن يتراجع؟

وفق هذا الفريق، ان مبادرة ترشيح فرنجية توقٰفت بفعل تصلّب العماد عون وتحتاج الى وقت لتذليل عقد أساسية منها الرابية وايضاً معراب، ولذلك تنشط الاتصالات بين الطرفين اللذين يعدّان معاً أوراقهما لمواجهة اي تقدّم في هذا الخيار، وطالما ان خطرها عليهما قد تراجع في الوقت الراهن، فإنهما يتريثان في لعب اي ورقة. الا ان أوساط الطرفين تقرّ بأن ترشيح فرنجية هو الطرح الأكثر تقدّماً والأقرب الى الواقع، لأنه ينطلق من قدرته على تأمين الثلثين ومن خرق الاصطفافات وتجاوزه العقبة السياسية لدى محور الممانعة، ويبقى أمامه عقبة التنفيذ التي تحتاج الى وقت.

ورغم تباين المقاربات واختلافها، فإنها تلتقي على نتيجة واحدة “بأن فرنجية هو الرئيس المقبل أو لا أحد”، ولكن الاشتباك الإقليمي الذي بلغ ذروته في الوقت الحاضر قد يعيد خلط الأوراق، وهذا ما سيتبيّن خلال الايام المقبلة، “فالرئيس في لبنان ، ليس اسماً بل ظرفاً”، وفق ما يقوله أحد المرشحين الرئاسيين لمرشح آخر من الذين تراجع الحديث باسميهما، دون تراجع حظوظهما.

التعليقات مغلقة.