10 أنواع من الغضب قد تفسد العلاقة الحميمية

كتبت الدكتورة راندي جانذر، وهي معالجة نفسية واستشارية زوجية منذ ٤٠ عامًا، مقالًا في موقع «سايكولوجي توداي» الأمريكي، حول الأنماط العشرة للغضب الأكثر شيوعًا، وكيف يتجاوب معها معظم الشركاء.

استهلت راندي المقال قائلة: «لا بد وأن يتقاذف الشركاء الحميمون كرة الغضب الملتهبة، التي تتراوح سخونتها بين الخفيفة والمتأججة، وغالبًا ما ينتج عنها أضرار تراكمية بمرور الوقت».

ومن أجل حل خلافاتهم بنجاح، يجب على الأزواج التوقف عن استخدام التبادلات الغاضبة غير الناجحة، وبدلًا من ذلك، فهم بحاجة إلى فهم المشاعر الكامنة وراء هذه المشاعر الغاضبة، وكيف يعبرون عنها تقليديًّا، وما تأثيرها في الشريك الآخر.

تتمثل الخطوة الأولى والأسهل للقضاء على الأنماط الغاضبة السلبية – بحسب المقال- في أن يحدد كل شريك أسلوب غضبه، أو ما المشاعر الأعمق والضعيفة التي قد يشعر بها داخليًّا، والخطوة الثانية هي أن ندرك تأثيرها في الشريك الآخر، عندها فقط يمكن فهم المشاعر الغاضبة، واستبدال سلوكيات أكثر نجاحًا في حل المشاكل بها.

إن التعبير عن الاختلافات من موقع هادئ دون خوف من قطع العلاقة أمر حاسم لأي نتيجة أكثر إيجابية.

وتابعت راندي: «أدرجت أدناه 10 أنماط غضب شائعة، وكيف يستجيب معظم الشركاء لها، يستخدم بعض الأشخاص نمطًا واحدًا فقط، بينما يستخدم آخرون العديد من الأنماط في الوقت ذاته، وأيًّا كان النمط المستخدم، يبدو أنهم جميعًا لديهم الهدف ذاته: حمل الشريك الآخر على فعل ما يحتاج إليه الشريك الغاضب، ولكن لم يتمكن من الحصول عليه بنجاح».
1. حدة الحديث المفاجئة

هذا النمط من الغضب هو في كثير من الأحيان نباح أكثر منه عض، ومع ذلك، يُقصد بهذا النوع من التعبير الغاضب إرسال إشارة تحذير: «لا تقترب»، وهناك العديد من الأسباب التي تجعل الناس يستخدمون رد الفعل السريع هذا، ومن المهم أن يفهم الشريك المحتد أنه يصد محاولات الشريك الآخر للتواصل.

معظم الشركاء الذين يتعاملون مع هذا النمط الغاضب، يفسرون هذه الانفجارات العاطفية السلبية على أنها مؤشرات واضحة كي يبقوا بعيدين، لكنهم سيحاولون في البداية مواصلة التفاعل، فإذا لم يتمكنوا من إيجاد حل، وأصبح الصراخ أسلوبًا ثابتًا، فسيتراجعون في النهاية، أو يستجيبون بأسلوب الغضب الخاص بهم.
2. تصيد الأخطاء

توضح راندي أنه من الممكن لبعض الأشخاص التعبير فقط عن استيائهم من خلال التصيد، أو السخرية، أو النقد، أو الإزعاج، أو الإغاظة الدنيئة، أو التعليقات الماكرة، إنهم يريدون تلبية احتياجاتهم، لكنهم غير قادرين على طلبها مباشرة، أو لا يشعرون بأنها ستتحقق إذا فعلوا ذلك.

إن ردود أفعال الشركاء الأكثر شيوعًا على هذه الملاحظات التي تؤدي إلى تآكل العلاقات، هي الدفاع عن طريق شن هجمات مضادة مماثلة، في محاولة عكس الانتقادات المستمرة.

مع مرور الوقت، من المرجح أن يصبحا معتادين على هذا السلوك، ويسعون للحصول على مزيد من الدعم الإيجابي من الآخرين.
3. حرقة وغليان بطيء

ربما لأنهم يواجهون صعوبة في طلب ما يريدون، فإن بعض الشركاء يبتلعون استياءهم، وخيبة أملهم، ورغباتهم المحبطة، إلى أن يفقدوا القدرة على تحمل ما يشعرون به، عند هذه النقطة، من المحتمل أن يثوروا مطلقين الاتهامات المشينة والتهديدات المتأججة.

قد لا يكون لدى الشريك الآخر فكرة أن هذه المشاعر تلوح في الأفق، أو إذا كانوا يشعرون بذلك، فقد يحاولون حلها قبل أن تنفجر.

على أي حال، غالبًا ما تتسبب هذه الأنواع من الانفجارات في أضرار تراكمية خطيرة.

4. الإبادة السريعة

بحسب راندي، يبدو أن هذا النمط يهدف إلى القضاء على وضع الشريك الآخر في العلاقة.

إنه هجوم مركز، مدفع رشاش شفهي، يستخدم كل ما يرجح أن يقوض ويحط من قيمة أي دفاع من جانب الشريك الآخر، ويحتاج الشركاء الذين يستخدمون هذا الأسلوب الغاضب إلى الفوز بأي ثمن عن طريق إسكات الآخر، ثم قطع الاتصال على الفور.

إذا لم يطلقوا رد فعل غاضب، فقد يتعلم الشركاء على الجانب الآخر من نمط الإبادة السريعة مع مرور الوقت التزام الصمت أثناء انطلاق الشتائم، إنهم يعرفون أن لديه نمطًا متوقعًا في شدته ومدته، وغالبًا ما ينتظرون رحيله.
5. اضرب واهرب

الشركاء الغاضبون الذين يخشون رد فعل شريكهم غالبًا ما ينتظرون التعبير عن مشاعرهم السلبية، عندما يمكنهم قطع الاتصال بسرعة قبل مواجهة الانتقام، وهم يعتمدون على أن شريكهم سيكون أقل دفاعية في وقت لاحق.

يمكن أن تتسبب هذه الأنماط في استياء الشريك الآخر بشكل متزايد، يعتمد هذا كثيرًا على مدى سرعة تعافي الشريك المهاجم، أو ما إذا كان قد أصبح مكافحًا للشراسة عند استئناف العلاقة.
6. الانسحاب البارد

تشير راندي إلى أن الشركاء الذين يظهرون هذا الأسلوب ينشرون صمتًا آليًّا متسلطًا بين فقراتهم الغاضبة، وقد تستمر سلوكياتهم لفترة قصيرة أو لعدة أيام، وعادة لا تنتهي حتى يحصلوا على ما يريدون.

ويمكن أن يتعرض الشركاء على الناحية الأخرى لصدمة شديدة، إذا كان لديهم تاريخ من الرفض من قِبَل الآخرين، وإذا كانت لديهم الثقة في التغلب على محاولات الآخر للسيطرة عن طريق الانسحاب، فسيظلون متاحين للتواصل عندما تنتهي المقاطعة، ويكون الجاني قد ذهب غضبه ذاتيًّا.
7. دور الشهيد

يمكن أن يتحول الغضب المستمر المكبوت الذي يعزى إلى الشريك الآخر بسهولة إلى استشهاد، والاستشهاد هو أسلوب غضب صامت خجول، لكنه ينقل الضيق التراكمي بفعالية، ويحاول الأشخاص الذين يقعون في هذا السلوك استرضاء الآخرين أو التكيف مع مطالبهم، على أمل أن يحدث التعرف إلى آلامهم دون الحاجة إلى التعبير عنها مباشرة.

الشركاء على الطرف الآخر من «الشهيد» الغاضب نادرًا ما يفوزون.

إنهم لا يعرفون دائمًا ما فعلوه للتسبب في المعاناة الصامتة، ثانيًا، يُحرمون من المعلومات لمساعدتهم على فهم ما إذا كانوا سيوافقون أو سيرفضون التهم، ثالثًا، قد يكون الشريك الشهيد في الواقع يشعر بالنبل عندما يضحي باحتياجاته، ويصبح ملتزمًا بهذا الدور.
8. الهروب

بعض الناس لا يستطيعون تحمل أي نوع من التفاعلات الغاضبة، وسيستخدمون أي وسيلة لتجنبها، وفقًا لراندي، والأكثر شيوعًا من تلك السلوكيات هو تعاطي الكحول أو المخدرات الأخرى.

ولكن يمكن أن تكون هناك سلوكيات هروب إدمانية فعالة بالقدر ذاته، حتى تلك التي تبدو خارجيًّا أكثر شرعية، مثل التمرينات المكثفة، أو قضاء الكثير من الوقت في العمل أو في ممارسة الهوايات، وما هو مشترك هو الوسيلة والوقت الذي تُستخدم أثنائه أساليب الفرار.

الناس على الطرف الآخر من الشركاء الذين يرفضون الانخراط في أي نوع من التفاعل السلبي، يعرفون أنهم يجري تجنبهم، لكن سلوكيات شركائهم المستخدمة لا تناسب الحل، تكون تجارب الهروب أفضل من الانخراط على ما يبدو، وغالبًا ما يكون من المستحيل منافستها.
9. تسديدة بعامل مساعد

يعبّر بعض الشركاء عن غضبهم من خلال «تسديدة بعامل مساعد»، عن طريق جلب «القوات» للحصول على دعم إضافي أثناء التفاعل الغاضب، وعندما يشعرون بأنهم يخسرون الجدال، فإنهم يستعينون بآراء الآخرين التي يحترمها شركاؤهم.

غالبًا ما يشعر الأشخاص التعساء على الطرف الآخر من استراتيجيات الغضب بالشك الذاتي، عندما يواجههم «كل الآخرين» الذين يشعرون بشعور شريكهم نفسه تجاههم، ويبدؤون في التساؤل عما إذا كانت أفكارهم ومشاعرهم تستحق، ثم يستسلمون.
10. الانتقام

أكدت راندي أن هذا النمط هو الأكثر ضررًا للعلاقة؛ فالشركاء الذين يستخدمونه يتعمدون إلحاق الضرر بالآخر وهزيمته.

إنهم يفعلون ذلك عن طريق استخدام تصريحات الإبادة، واغتيال الشخصية، والهجمات على المواطن الأكثر ضعفًا في الطرف الآخر، والتهديدات بالهجر أو الإبعاد، وفي تركيزهم على الانتقام، يعتزمون إبادة الآخر بأي طريقة ممكنة.

إذا جادل الشريك الآخر، فإنهم يزيدون من حاجتهم للفوز، قد يحاولون حتى استفزازهم إذا لم يفعلوا ذلك، ويظل العديد من الشركاء الذين هوجموا صامتين، على أمل تقليل شدة التهجم اللفظي ومدته، ويحاول آخرون قطع الاتصال، لكنهم سيواجهون صعوبة في القيام بذلك حتى يشعر الشريك السابق بأنهم عانوا بما فيه الكفاية.

وتختم الكاتبة المقال قائلة: «غالبًا ما يتعلم أساليب الغضب منذ الطفولة المبكرة، لكن يمكن أيضًا أن تسببها اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب أو الجينات الوراثية، كما أنها تتأثر بالحالة الكامنة الحالية للشخص، أو الاضطرابات السابقة، أو محفزات من التجارب السلبية السابقة. إذا تمكن الناس من تعلم كيفية فهم الدوافع الكامنة وراء غضبهم ومشاركتها قبل أن يعبّروا عنها دون جدوى، فإن معظم الشركاء يستجيبون إيجابيًّا ويستمعون ويهتمون بمواطن الضعف تلك، وسيبذلون قصارى جهدهم للمساعدة في شفائها».

التعليقات مغلقة.