مطار بيروت والمسافرون مهددون بكارثة حقيقية فما حصل مرعب وقد يتكرّر

حصل ما كان متوقعاً، وما لم تنفك الحركات والجمعيات البيئية والمدنية التحذير منه، حتى قبل إنشاء مطمر الكوستابرافا عند مصب نهر الغدير، وعلى بعد أمتارٍ قليلة من مبنى مطار رفيق الحريري الدولي.

فها هي أسراب طيور النورس تحلق صبحًا ومساءً في محيطي المطمر والمطار ما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة الملاحة الجوية اللبنانية، وبالتالي على أرواح المسافرين من وإلى مطار العاصمة بيروت. مطمر شاءت الحكومة “السلامية” أن تجعل منه خطر أمر واقع يهدد سلامة البشر والحجر، أسقطت سياسة الجهل مع تنفيذه حرف الألف الفاصل بين الأحرف المتشابهة لتكشف عن حسابات عمياء لم تميز مع سبق إصرار وترصد بين مطار ومطمر…!

يمكن لزائر الخط البحري لمدينة الشويفات أن يرى بالعين المجردة طيور النورس في محيط كل من المطار، مصب نهر الغدير، والمطمر الذي ما زالت أعمال الطمر العشوائي تجرى على قدمٍ وساق على مساحة تتراوح بين 120 و160 الف متر طالت حتى حائط المطار.

وبينما يستمر المتعهدون، بتغطيةٍ من كل من تقع عليه مسؤولية هذا الخطر الذي يهدد سلامة الطيران المدني بتصديق بدعة تزويد المطمر بأجهزة تصدر أصوات نسور تخيف الطيور وتبعدهم عن محيط المطار، يستمر البيئيون بدق نواقيس الخطر التي لم تهدأ منذ إطلاق فكرة إنشاء مشروع الجنون في الكوستابرافا.

إذ تُثبت الدراسات البيئية أن هذه الطيور تعتاد على الصوت خلال وقت قصير وهذا ما نشهده اليوم فوق مدارج المطار، وبالتالي لها أن تُحدث كارثة حقيقية في حال دخول أحد الطيور في محرك الطائرة أثناء الهبوط أو الإقلاع ما قد يعطل المحرك، وهو الأمر الذي سبق وحصل في أماكن كثيرة من العالم، كان أبرزها ما حصل في العام 2009 عندما سقط طيار “us airways” بطائرته المعطلة في مياه نهر هدسون في نيويورك عندما انفجر محرك الطائرة بعد اصطدامها بسرب طيور.

وهنا تجدر الإشارة إلى ما لفت إليه الخبير البيئي ناجي قديح في حديث له، وهو ما حصل في مطار رفيق الحريري الدولي منذ ما يقارب الشهرين ونصف وهو دخول أحد الطيور في محركات طائرة أردنية وهي تتحضر للإقلاع، ولم يتعاطَ المعنيون مع هذه الحادثة التي تدخلت فيها العناية الإلهية كون الطائرة لم تقلع بعد، بجدية، ولم يتخذوا منها عبرة لحوادث لا يمكن لأحد توقع توقيت حصولها.

ولا يكتفي القيمون بتصديق بدعة “مكبرات الصوت” بل يتلطون خلف “خبرية” أن وجود هذه الطيور “طبيعي” كان ولا يزال في المنطقة بسبب مصب نهر الغدير، ويحاولون جاهدين إبعاد الشبهات عن مطمر الكوستابرافا المتفق عليه سياسيا وزعامتياً، الأمر المضحك المبكي، والذي إذا صح فهذا يعني أن هناك إهمالًا متمرسًا بسلامة الطيران المدني في لبنان، وأن هناك مشكلة كبيرة ثابر المعنيون عوضاً عن علاجها على تكريسها مشكلة أكبر وأشد خطراً مع مطمر الكوستابرافا الذي يؤكد أهالي الشويفات والهيئات البيئية أن أعداد طيور النورس زادت بشكل ملحوظ في محيط المطار بعد استحداثه، إذ شكلت النفايات المتراكمة عنصر جذب قوي لها.

إذا، كلهم اليوم، بدءا من زعامات وأحزاب مدينة الشويفات، وصولاً إلى مجلس الوزراء الذي أقر تنفيذ مشروع الجنون في الكوستابرافا مروراً بوزارة البيئة، مجلس الإنماء والإعمار وإدارة الطيران المدني… مسؤول عن إقفال مسببات اجتذاب الطيور في محيط المطار، قبل أن تقع الكارثة التي لا ينفع مع وقوعها عندئذٍ لا تدوير صفقات ولا فرز حصص ما بين سماسرة النفايات في بلدٍ أراد زعماؤه أن يجعلوا منه مطمراً بمساحة وطن…!

التعليقات مغلقة.