كفررمان : هل نحن أمام تصفية حسابات قديمة

وضع غير طبيعي في بلدة كفررمان، قرار رئاسي رقم 3 قضى بتبليغ أربعة “مهدي شكرون، حسن محمد بلال، زين عبدالله، محمد علي ظاهر” العاملين في بئر المياه في البلدة بالإستغناء عن خدماتهم من دون سابق إنذار، ما أشعل البلدة وولّد موجة غضب عارمة من قبل أهالي العمال، مطالبين في بداية الأمر معرفة حقيقة ما يحصل من رئيس البلدية ياسر علي أحمد، ليعرفوا كيف ستكون خطواتهم التصعيدية القادمة.

الأهالي بقيوا معتصمين أمام مدخل البلدية حتى يأتي الرئيس ويتفاهموا معه، إستمرت الإتصالات لساعات من عدة جهات وأبرزها الأمنية، إلا أن الرئيس ياسر علي أحمد رفض المجيء إلا بعد تفرّق الأهالي وبقاء فقط من يمثّل عن العمال، وبعد طول إنتظار حضر بمواكبة أمنية، عدا عن سيارات “التحرّية” وقوى الأمن الداخلي التي كانت موجودة منذ بدء الإعتصام، وهذا ما جعل الأهالي يغضبون، متساءلين “ليش كل هل أمن إذا نحنا ولاد ضيعة وحدة؟”.

الشباب في الخارج إلتزموا الصمت مجدداً منتظرين ما ستؤول إليه الأمور في الإجتماع داخل البلدية. بدأ الأهالي بمناقشة الرئيس، محاولين أن يفهموا سبب هذا الطرد التعسّفي، إلا أن إجابته قالت إنه يريد أن يقوم بعملية “تنظيف” للبلدية أي كل موظف يعتبر ثقل بلا فائدة سيتم طرده.

وأشار أن هناك فريق آخر سيصدر قرار طرده قريباً، طارحاً فكرة أن لديه مشاريع بحاجة إلى التنفيذ وتحتاج إلى الأموال لذلك فهو مؤتمن على أموال البلديه في وجه الهدر بحسب زعمه، وقد قال الرئيس إن أحد المشاريع يتعلّق بملف النفايات ووعدهم بتوظيف العمال المطرودين فيه ما أشعل غضب الأهالي، وصعّد نبرة خطاب الأهالي كدليل على رفضهم القاطع لما فيه من عدم إحترام لهم.

رفع الرئيس هاتفه وكأن أحدٍ إتصل به وقال “بالإذن” وخرج من مكتبه وغادر المبنى على عجل، ولم يفهم الأهالي ماذا يحدث، صعد بسيارة الفولفو الفضية التي تحمل لوحة عمومية وغادر مسرعاً أيضاً بمواكبة أمنية.

لحظات وفهم الشباب خارجاً أن الرئيس قد “هرب” وهنا بدأت الكارثة، خرجوا عن السيطرة، وبدأوا بالصراخ، ورمي النفايات على الشارع، ورمي “الأساطل” لقطع الطريق، وقد لحقوا به لكن دون جدوى لأنهم فقدوه.

جميع من كانوا كان لهم الرأي عينه، أن رئيس البلدية يمارس مبدأ تصفية حسابات قديمة مع رئيس البدية القديم “كمال غبريس”، ومتهمين في الوقت عينه الرئيس الحالي بأنه المسؤول عن إحتراق المستوصف منذ عدّة أيام في البلدة، والآن طرد العمال الذين وظفهم غبريس.

الجميع يعرفون ما معنى عمال مياومون، لكن القضية في بلدة كفررمان باتت أكبر ممن يمسكون بزمام الأمور، وكأن أصابع خفية تحرّك من تحت الطاولة وتقسّم وتصدر قرارات بحسب خطّة مرسومة سابقاً حتى قبل الإنتخابات البلدية الماضية.

الأمور ليست على ما يرام في البلدة، وجميع الأجواء تقول إن الأمور ستذهب إلى التصعيد في القريب العاجل إذا لم يعودوا هؤلاء إلى عملهم، لكن الأمور منتهية عند الرئيس بحسب قوله والقرار قد اتخذ، لذلك فـ الشارع هو الحلّ الوحيد أمامهم لإرجاع حقوق أبناءهم، وكما قالت والدة أحد العاملين أن البلدية تريد “يصيروا ولادنا زعران عن جد”.

الساعات المقبلة ستكون بمثابة فرصة أمام الرئيس علي أحمد لأن يخمد هذه النيران التي أشعلها، وإما بوابة نحو مجهول قادم، قد يفتح معه العديد من الملفات والأحقاد التي دفنت سياسيّاً.

علي غندور

التعليقات مغلقة.