المباراة القادمة تحسم النتيجة فيما بين : كلينكستان والدولة اللبنانية

ماذا بعد “همروجة” أغنية “الغول” و”كليبها”؟ لعلّه السؤال الوحيد الواجب طرحه اليوم من أجل محاولة فهم ما جرى واستشراف بعض ما سوف يجري.

في وقائع هذه “القضية” التي شغلت الرأي العام اللبناني والإعلام والقضاء أنّ عارضة الأزياء ميريام كلينك والمطرب جاد خلية اصدرا أغنية مصوّرة بعنوان “Goal”، ونُشرت على “يوتيوب”. من حيث الشكل، لم تكن ملابس كلينك مغايرة لما ترتديه في معظم الأحيان حتّى في خلال إطلالاتها التلفزيونية كضيفة على منابر مختلف البرامج المحليّة.

أما المضمون، فكلمات تحاكي طابة كرة القدم بحنجرة خليفة الجميلة وصوت كلينك المتأوه. يسهل “تمعين” الأغنية لتصبح ذات إيحاءات جنسية، لا سيّما وأن “بطليها” يظهران في إطار مشاهد تضمّ سريراً وتفاحة آدم وتقاذفاً بـ “ريش النعام”.

“باربي كلينك” وزوجها ينهيان أغنيتهما بكلمات قد تكون بدورها حاملة معان ورسائل “خفيّة” : “فتنا بلعبة كبيرة بروح رياضية، فوّتنا “غوال” كثيرة فيك وفييّ، عبينا وما اتعبنا..”

تُتقن كلينك عادة “لعبة” اختبار المجتمع وفضح تناقضاته و”عوراته” متوّسلة أكثر الوسائل جدلية. هي “الشقراء” المتحدثة بلغة “يشوبها” فائق غنج لا يهضمه المجتمع الشرقي إلا في غرف النوم، تنجح في أغلبية الأوقات بوضع الإصبع على الجرح من دون مواربة وترددّ، بل بتعابير “فجّة” أو ربما “سوقية”، تدعو إلى وقف الفساد، المصالحة مع الذات، خلع الأقنعة وتقديس الحريّات.

على الأرجح، تعرف كلينك انها تقدّم فناً يوصف بالهابط من حيث المبنى والمعنى، لكنها تمضي في “مشوارها” على قاعدة العين بالعين والسنّ بالسنّ، انتقاماً ومواجهة.

هل شاركها خليفة هذه المرّة “تجاربها” ليضع الرأي العام في مواجهة مع ذاته المتناقضة، هو الذي لم ينل شهرة كالتي حصل عليها بفضل “الغول” رغم إصداره أغنيات جميلة تستأهل الأضواء؟!

اذا صحّ ما تمّ تداوله عن اعتراف الفنان بتقصدّه “إحداث خبطة إعلامية على الساحة العربية واللبنانية”، فهذا يعني انه اختار تحويل الجمهور “فئران تجارب”، وهو أمر جدليّ بدوره ويحتمل التنديد.

على أي حال، يبدو جليّاً أنّ ما حرّك بعض الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وتالياً القضاء الذي منع التداول بالـ “كليب” تحت طائلة تغريم المخالفين بمبلغ 50 مليون ليرة واستدعى المعنيين للتحقيق، هو ظهور طفلة في الشريط، فيما اعتبر مخالفة واضحة للقوانين التي تحمي الأحداث من الاستغلال والمشاركة في أعمال منافية للحشمة.

عظيم! قامت الدولة بواجباتها اخيراً، وأي انتقاد لهذا الاجراء المتخذ عبر تذكيرها بتقصيرها وغيابها طوال الفترة الماضية هو ساقط ،فطريق الألف ميل يجب أن تبدأ من مكان ما. وأيضاً، لا حاجة للاستهزاء من هذا القرار بحجة ألا إمكانية لمنع تداول الفيديو في حضرة عالم “السوشيل ميديا”، لأنه حتى لو كان هذا الأمر صحيحاً فإنه يجب ألا يحول دون التقيّد بالقوانين وإجراء ما يلزم.

“استنفار” الدولة اذاً في محلّه وتُرفع له القبعات. “المباراة” التي دعا إليها الثنائي خليفة – كلينك تنتهي بفوز القانون الذي يحمي الأطفال. هذه هي القضية الأساس.

أما “كأس البطولة” فقد تحمله بسهولة، وقريباً جداً، ملكة “كلينكستان” التي لن تسكت أبداً عن أي تقصير وإهمال قد تبديهما الدولة في المستقبل. البداية مع نشر صورة لأطفال يعيشون المآسي في الشوارع. غداً، ربما نرى ميريام كلينك تعقد مؤتمراً صحافياً لمحاسبة الدولة على تركها طفلاً يموت أمام باب المستشفى، أو على مقاضاتها لسلبها حق طفلة في الحصول على جنسية لبنانية. اللائحة تطول، وعلى الدولة…”ان تقبل التحدي”!

ربيكا سليمان

التعليقات مغلقة.